من منا في تونس لا يعرف مصطلح «الكلاسيكو» بالنسبة للبطولة الاسبانية وتحديدا بين العملاقين برشلونة وريال مدريد... فرجة ومتعة واثارة الى أبعد حدود، الاخلاق والروح الرياضية... سواء فوق الملعب او في المدارج وحتى في المنصة الشرفية... ولعلكم تتذكرون في الدوري الاسباني ذلك المشهد الرائع والمتمثل في جلوس رئيسي الفريقين جنبا الى جنب وفي بعض الاحيان تصطحبهما عقيلتيهما... يتمتعان بالعروض الكروية الجميلة ويتجاذبان اطراف الحديث... وعندما تنتهي المباراة يتصافحان ويتعانقان.. الفائز والمهزوم دونما «شوشرة» او اتيان اشياء خارجة عن الاطار الرياضي... وحتى الاحتجاجات في دوري الاسبان حضارية وراقية.. فالجماهير الغاضبة على فريقها تحتج بإخراج منديل أبيض.. ولا مقذوفات او قطع نقدية ولا هم يحزنون! هذا عندهم... اما عندنا فكل المحضورات اللارياضية مباحة... رغم مكامن الاحترام المتبادل بين مسؤولي الجمعيتين العريقتين... ورغم رواسب الماضي القريب.. وكلنا يعلم ان الملاعب باتت تستقطب اليوم عائلات بأكملها.. تأتي للاستمتاع بالفرجة الكروية الراقية وتشجيع ألوانها في كنف الانضباط والروح الرياضية... لكن البعض وليس الكل يريد بقاء دار لقمان على حالها وتكريس منطق همجي لانفعالاتها الرياضية.. وتشريع غير منطقي للعنف... لفظا وممارسة.. عوضا عن ممارسة الرياضة في اسمى معانيها النبيلة... فهل حان الوقت لكي نستيقظ جميعا من هذا الكابوس.. حتى نستمتع يوما ما بالكلاسيكو قولا وفعلا؟!