رغم تغيّر المشهد السياسي وبروز عديد التحالفات لم يخف عدد من قيادات النهضة ثقتهم في فوز الحركة في الانتخابات القادمة لوفائها لمبادئها وحرصها على مواصلة تحقيق أهداف الثورة. وشكّكت الأسماء التي تحدّثنا اليها في عمليات سبر الاراء واعتبروا أرقامها مفتعلة لخدمة أطراف سياسية وهو منهج أثبت فشله بعد ان كذبت نتائج انتخابات 23 أكتوبر ما روّج من أرقام .واضافوا ان سعي البعض الى شيطنة النهضة لن يزيدها الا مكانة أفضل لدى التونسي رغم بعض التعثر في اداء الحكومة على حدّ تعبيرهم . وشدّدوا انهم لا يخشون المنافسة لا من حزب نداء تونس ولا من الجبهة الشعبية أو بقية التحالفات التي مازالت بصدد التشكل بل انهم لا يشكّون لحظة واحدة في زعامة النهضة من جديد وفوزها عن جدارة ولو انهم دعوا الى ضرورة تسريع الإنجازات في الاشهر المتبقية لكسب ثقة التونسي أكثر بشكل يدعم مكانة الحركة . "دائما في الصدارة" شدّد الصحبي عتيق رئيس كتلة النهضة داخل المجلس التاسيسي على ضرورة إنجاح المرحلة الانتقالية خاصة بالتوافق حول الدستور وهيئة الانتخابات وهيئة الاعلام السمعي البصري والقانون الانتخابي وغيره لتقديم فرحة أخرى للشعب بالوصول لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة في أجواء وظروف متميزة تتوفر فيها الفرص لمختلف القوى السياسية. وحول حظوظ النهضة في المحطة الانتخابية القادمة قال عتيق «نحن دائما نحتل المرتبة الاولى في نوايا التصويت رغم محاولات إفشالنا لان غاية البعض اسقاط النهضة .واعتقد ان الشعب واع بهذه الصعوبات التي تعترضنا خاصة اننا تحملنا مسؤولية وطنية بعيدا عن المغانم وفي ظل عديد التحديات وسنسعى الى تقديم برامجنا ونعوّل على تفهّم الشعب وان شاء الله يجدّد فينا الثقة .« واذا كان عتيق قد اكد ان «نداء تونس « و»الجبهة الشعبية» سيكون لهما وزن في الانتخابات القادمة فانهما غير قادرين على منافسة النهضة بتنظيمها وشعبيتها وانتشار مقراتها في مختلف المدن والقرى فضلا عن عراقتها وتجذرها على حد تعبيره. مستعدون للمحاسبة.. واعتبرت يمينة الزغلامي رئيس لجنة شهداء وجرحى الثورة بالمجلس التأسيسي ان خيار النهضة اليوم ليس التفكير في نتائج الانتخابات وانما ايجاد الآليات للوصول الى موعد الانتخابات موفى 2013 في مناخ مميّز بدون الاإحراف عن مسار الثورة . واضافت «نحن مستعدون للمحاسبة والقبول بأحكام الصندوق والمحاسبة لن تكون هيّنة لاننا اصحاب مسؤولية ويحاسبوننا على كل الاستحقاقات لان خيار الديمقراطية هو خيار استراتيجي داخل النهضة وباذن الله لن نكون جرحى انتخابات". ولئن شدّدت الزغلامي على ان الساحة السياسية مفتوحة لجميع القوى في اطار الديمقراطية باعتبار انها ضد الحزب الواحد فانها أكدت انها لا «نداء تونس» ولا «الجبهة الشعبية» يمكنهما منافسة النهضة على جميع المستويات باعتبار عراقة الحركة . المزايدون سيهزمون شر هزيمة وفي الوقت الذي أكّد فيه الفرجاني دغمان رئيس اللجنة المالية بالمجلس التأسيسي ان حركة النهضة يجب أن لا تنشغل باستطلاعات الرأي وانما عليها العمل لتجاوز خيبة الأمل التي أصيب بها المنتمون للحركة والمتعاطفون معها بسبب تباطؤ بعض الانجازات فانه أشار الى ان المنافسة ستكون شرسة مقارنة بالانتخابات الماضية وهذا لا يعني ان من تأخر في التصويت في انتخابات 23 أكتوبر سيكون ضد النهضة . و رغم ظهور بعض التحالفات على الساحة السياسية وتغيّر المعطيات فقد عبّر دغمان عن تفاؤله بفوز حركة النهضة بالانتخابات القادمة لان شجاعة قبول الحكم بعد بن علي تمثل تحمل للمسؤولية بامتباز لا الهروب من الواجب باعتبار ان الكثير من المعارضة أرادت ان تكون معارضة من أجل المعارضة لا بغاية خدمة البلاد وتحمّل المسؤولية .واضاف «من حق القوى ان تختار موقعها في المعارضة لكن ثمة بعض المعارضين احترفوا المزايدات ورفضوا مجرد الحضور للمشاركة في نقاش مؤسّسات النقد الدولي لغايات سياسوية ومن احترفوا هذا المنهج سيهزمون شرّ هزيمة لان التونسي تستطيع ان تصمّ آذانه بكثير من المعلومات وعند الاختيار ستجده أوعى وأذكى مما يتصوره البعض ..وشخصيا أؤكد ان التونسي نوعي عكس ما يروج له ..وحركة النهضة ستظل رقما صعبا وثابتا في البلاد وشيطنة جهة لا يمكن ان يؤدي الى هزيمتها وهذا سر الانتخابات". لن يفلحوا في إسقاط النهضة لم يخف وليد البناني احترامه لخصوم النهضة ليكون الفيصل بين مختلف التحالفات والقوى السياسية الشعب للحكم على البرامج وموقفه من المناصرين لأهداف الثورة .وشدّد على انه لا يشك لحظة واحدة في ان الحركة ستكون الفائز الأول في الانتخابات المقبلة وان حجم الفوز يتوقف على اداء الحركة والحكومة في الفترة المتبقية . واضاف البناني «حيث ما حققنا ما يرنو اليه الشعب من محاربة الفساد والاعتناء الواضح بالمناطق الداخلية واعادة بسط الأمن وهيبة الدولة وكل هذا سيتحقق ان شاء الله وسيجدّد الشعب ثقته في الحركة التي لا تخشى منافسيها وعليها ان تنظر الى ما حققته من انتظارات الشعب قبل النظر الى خصومها .« وعن المنافسة مع حزب نداء تونس الذي قفز الى مرتبة متقدمة على حركة النهضة في بعض استطلاعات الرأي أوضح البناني ان له عديد التحفظات على عمليات سبر الاراء لانها ليست حرفية وليست متجردة وبقطع النظر عن جديتها فان المطلوب من حركة تريد كسب الانتخابات ان تضع في اعتبارها منافسة حقيقية من نداء تونس وغيرها من القوى التي ستتحالف من أجل إسقاط حركة النهضة وهذا من حقها لكن لن تفلح مختلف التحالفات في الاطاحة بها على حد تعبيره. واستطرد البناني قائلا «الخصم الحقيقي لحركة النهضة هو انجازها لما وعدت به واذا نجحت في ذلك فالنتائج ستكون مضمونة وسنكسب الانتخابات والشعب يعرف الوضع الصعب الذي تمر به البلاد." التسريع في الانجازات ولئن أكد الدكتورعبد المجيد النجار ان المشهد السياسي لم يتضح بعد في ظل تشكل الجبهات والصراعات التي مازالت تطفو على الساحة بين وقت وآخر فانه شدد على عدم خشيته من المنافسة باعتبار ان النهضة تعدّ العدّة للمحطة الانتخابية المقبلة ببرنامج متميّز يقنع الناخب ويجعله يختار التصويت للحركة لانه يعلم انها ستكون وفية لمبادئها وحريصة على تطبيق برنامجها . وحول المطلوب اليوم من حركة النهضة قال النجار «انه لابد من التسريع بالانجازات وتلبية المطالب الملحّة خاصّة للفئات الشعبية الأكثر احتياجا وإصدار القوانين التي يطالب بها الناس وتستجيب لأهداف الثورة وهذا ما سنقوم به تباعا ونحرص على انجازه في الفترة القادمة بحول الله". استطلاعات الرأي مفتعلة وأشار نجيب مراد الى ان الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة بالنسبة لحركة النهضة من حيث محتوى خطابها السياسي والشعارات والبرنامج لان انتخابات المجلس التأسيسي تختلف كليا عن الانتخابات البرلمانية كما ان الخارطة السياسية ستكون مختلفة تماما عما كانت عليه في انتخابات 23 أكتوبر .وشدّد على ان التحالفات لن تقلق حركة النهضة مضيفا «نحن ثقتنا في الله أولا وفي الشعب وفي قدرة الحركة على الدخول الى الانتخابات المقبلة بقوة ولن تشكل القوى السياسية الأخرى التحدي الذي تتحدث عليه وسائل الاعلام الان..." وأكد مراد انه لا يثق في استطلاعات الرأي بعد ان كذبت انتخابات 23 أكتوبر عمليات سبر الآراء التي كانت بعيدة على الواقع متابعا «بعض الأرقام التي يتم ترويجها مفتعلة ولابد ان ننتظر سبتمبر المقبل حتى تتضح الصورة أكثر على الساحة السياسية لعديد الأسباب أولها ان الدستور سيكون جاهزا والقانوني الانتخابي تم اقراره ثم ان التحالفات السياسية وخاصة الانتخابية مازالت بصدد التشكل ومازلنا لا نعرف ان كانت حركة النهضة ستدخل الانتخابات المقبلة وحدها أم مع قوى سياسية أخرى وهو ما سيتضح في الأشهر المقبلة .كما اعتقد جازما ان العديد من النتائج الاقتصادية والاجتماعية ستبرز خلال الأشهر القادمة وهذا ما سيكون له تأثير كبير ..وشخصيا لست متخوّفا لا من الجبهة الشعبية ولا من غيرها « نداء تونس ليس له تاريخ وقالت النائبة فطوم لسود ان الانتخابات المقبلة لن تختلف كثيرا في نتائجها عن انتخابات 23 أكتوبر ذلك ان حركة النهضة ستظل في الزعامة لان الشعب انتخب الحركة لأنها صادقة وحتى ان سجل بعض النقص في اداء الحكومة فان سببه عديد العوامل الأخرى على حد تعبيرها.وأضافت «صحيح ان المنافسة ستكون مختلفة وثمة أحزاب وجبهات تنتظر اقتراب المحطة الانتخابية لطرح برامجها لكنها لن تؤثر على مكانة النهضة ..والحقيقة انا متفائلة بفوزها عن جدارة ..ونداء تونس لن يكون المنافس الذي يقلل من حظوظ الحركة لان المنافسة تكون بين أحزاب لها تاريخ ونداء تونس ليس له تاريخ لينافسنا أما الجبهة الشعبية فانها مازالت بصدد التشكل ..وفي تصوري ان النهضة ستفوز ليس لضعف منافسيها ولكن لان انصارها سيجدّدون ثقتهم فيها ".