لمسات ضرورية لمعهد المحاماة يبدو أن الاستعدادات جارية على قدم وساق للاسراع في بعث المعهد الأعلى للمحاماة مع مستهل السنة الجامعية المقبلة بعد أن تم تعيين مدير المعهد ومدير دراساته غير أن بعض اللمسات الضرورية يفتقدها المعهد وتتعلق أساسا بتحديد طاقة استيعابه والاستعانة بكفاءات علمية أوروبية إلى جانب الكفاءات التونسية لضمان الانفتاح العلمي والقانوني والمعرفي لخريجي المعهد على الثقافات والحضارات الاخرى كما يعتقد بعض كبار المحامين الضالعين في المحاماة أن سلطة الاشراف نسيت إدراج مسألة ضرورية ضمن برامج التكوين والرسكلة التي يؤمنها المعهد للجدد والمباشرين وهي أن يجري الدارسون قبل التخرج تربصات وزيارات ميدانية للمؤسسات الدستورية والقانونية والادارية العمومية وأداء زيارات إلى مؤسسات علمية في الخارج حتى يكون المحامون المتخرجون من المعهد على درجة عالية من الحرفية والاداء الجيد لهذه المهنة النبيلة بعيدا عن الممارسات العشوائية ونقص المعارف والخبرة لبعض الوافدين الجدد على المحاماة. رفقا بالمطلقين ظاهرة لافتة للانتباه في بعض دوائر الاحوال الشخصية بعدة محاكم فكثير من المحامين والمتقاضين يتذمرون من شطط المبالغ المحكوم بها في نفقة الابناء والزوجة وحجم الغرامات المقدرة في مستوى الدرجة الابتدائية ففي بعض الحالات تتجاوز مبالغ النفقة المحكوم على الزوج بدفعها للابناء والزوجة تفوق راتبه الشهري الذي تنهشه هو الآخر (أي الراتب) ديون وقروض وأقساط شهرية لم يتوصل إلى دفعها بعد وتنزل على رأس الزوج مرة أخرى مطرقة من الحجم الثقيل اسمها «الغرامة» ليغرق الزوج تماما في مستنقع اليأس والعجز عن الدفع خصوصا إذا ما ارتفعت إلى عشرات الآلاف من الدنانير وهناك حتى من حكم عليه ب100 ألف دينار وقد يختار بعض هؤلاء إما الفرار بجلودهم أو القبول بالسجن كعقوبة بديلة عن الدفع ويضاف إلى ذلك كله ترك المسكن لفائدة الام الحاضنة وأبنائها المحضونين ليواصل دفع الاقساط الشهرية للقرض السكني إلى جانب أقساط الغرامة ومبالغ النفقة الشهرية إلى جانب ماله من ديون أخرى. أما آن لوزارة العدل وحقوق الانسان والمسؤولين عن المحاكم مراجعة هذه المبالغ المشطة حتى يكون القضاء ميزان العدل والانصاف وحماية حقوق الناس؟. أيّة وجهة؟ لم تحدد الهيئة المديرة الجديدة لجمعية المحامين الشبان توجهها خلال المدة النيابية والأكيد أن ما يطلبه منخرطوها أن تخرج من حالة الرتابة وتساهم في ايجاد ديناميكية جديدة وحركية تشرك كل المحامين الشبان والمتمرنين وتقيم علاقات تعاون جدية مع الهيئة الوطنية للمحامين بعد القطيعة التي دامت حوالي أربع سنوات وساهمت بشكل ملحوظ في عزل الجمعية عن هياكل المهنة ومطلوب أيضا من الهيئة المديرة الجديدة أن تلتصق أكثر بمشاغل المحامين وتنصت إلى انتقاداتهم وآرائهم حتى وإن كانت مختلفة ولا تعجب البعض. أين الحواسيب؟ ما يزال القضاة في انتظار الحواسيب التي وعدت بها وزارة العدل وحقوق الانسان منذ مدة لاستخدامها في التخفيف من طول انتظار تلخيص الاحكام ورقنها والاكيد أن المتقاضين ينتظرون هم أيضا قدوم هذه الحواسيب ليتحصلوا على أحكامهم في أقصر مدة ممكنة. تهيئة يبدو أن مشروع إعادة تهيئة نادي القضاة بسكرة قد تأجل مدة أخرى بعد أن تم التقدم فيه خطوات هامة وقد يكون مرد هذا التأجيل توفير الاعتمادات اللازمة للتهيئة ومدى استجابة المقترحات مع الامكانيات المتاحة.