بات غول العنف يهدد المؤسسة التربوية والمربين والعاملين فيها أمام تزايد وتيرة الاعتداءات عليهم سواء من قبل الغرباء أو حتى التلاميذ وأوليائهم دون الحديث عن العنف اللفظي.. وآخر هذه المظاهر اعتداء ثلاثة شبان على استاذ فلسفة بمعهد فوسانة وهو في طريقه الى العمل احدهم كان يحمل سلاحا ابيض مما اضطر المربين في المعهد المذكور ومعهد آخر في المنطقة ينفذون اضرابا بيومين، وقد اعتصموا بمكتب المعتمد الى حين تتحرك السلط للقبض على المذنبين والتحقيق معهم . الإضراب نفذه الأساتذة والقيمون وعملة التربية لأن الاعتداءات لا تطال المدرسين فقط بل كل الاطراف المتداخلة في المؤسسة التربوية ففي القصرين وحدها افادت مصادرنا أن مئات الاعتداءات على الاطار التربوي وقع تسجيلها هذا الموسم جلها احيل على القضاء لكن دون جدوى.. وآخرها السطو ليلا على قاعة الاساتذة بمعهد فريانة والعبث بمحتوياتها وهو ما أدّى الى تنظيم وقفة احتجاجية يوم السبت المنقضي والاتصال بالأمن فقد حملت جدران قاعة الاساتذة عبارات بذيئة... الجنين شفع لأم اعتدت على أستاذ وجاء في تقارير الهياكل التربوية والنقابات انه في سنة 2012 تمت احالة 1100 ملف على القضاء لكن ذلك لم يساهم في الردع حيث تضاعفت هذه الاعتداءات في السنة الحالية على الاساتذة والقيمين والعملة.. وقد اضرب اساتذة معهد المنزه السادس يوم السبت المنقضي على خلفية اعتداء تلميذ على استاذ.. وقبلها توقفت الدروس يوم الخميس الماضي باعدادية الطاهر الحداد بطريق قرمدة بصفاقس بعد اعتداء أب وأم على استاذ نتيجة تأديبه لابنتهما وقد تم ايقاف الاب بينما أخلي سبيل الأم لانها حامل، كما عاشت المدرسة الاعدادية حي السرور بقفصة نفس المشهد حيث تعرض القيم الخارجي للعنف الجسدي واللفظي.. تلميذ يصفع أستاذه ..أما المعتدي في هذه الحالة فهو ولي تلميذ معروف بسوء سلوكه وقد أضرب الخميس المنقضي الاساتذة والاداريون والعملة عن العمل وتقدم القيم العام بشكاية عدلية ضد الولي.. كما نفذ اساتذة المدرسة الاعدادية بالشبيكة (القيروان) وقفة احتجاجية بساعة صباح الثلاثاء الماضي احتجاجا على صفع تلميذ لاستاذته وتجرّد آخر من سرواله داخل قاعة الدرس. كما اشارت هذه التقارير الى ان المؤسسة التربوية اصبحت مرتعا للغرباء.. واصبح العنف المسلط على المربين جسديا مما يستدعي عدم التسامح مع المعتدين مع ضرورة اصلاح المنظومة التربوية المهترئة مثل حالة عديد المؤسسات الفاقدة للتجهيزات والامكانيات. مسكرات.. مخدرات وأجواء توتر.. وانتشرت الفوضى في عديد المؤسسات كضبط تلميذ في حالة سكر يوم «الباك سبور» وما خلفته الدخلة من مشاكل واضرار كما انتشر في الوسط التلمذي تناول المسكرات والمخدرات مما ادى الى تنامي ظاهرة العنف حتى بين التلاميذ انفسهم.. حيث لم تعد توفر المنظومة التربوية للتلميذ آفاقا للعمل ولا مصعدا اجتماعيا مما افرغها من الهيبة التي كانت تحظى بها.. وأدى الى توتر العلاقة في الفضاء التربوي.