تذمرات عديدة من الحرفاء... نتيجة تصرفات بعض السواق تونس الصباح رغم المجهودات التي تبذلها مصالح وزارة النقل واتخاذها لعديد الاجراءات في اطار الحرص على تجديد الاسطول وتمتيع العاملين في قطاع النقل الجماعي للمسافرين «لواج» بعديد الامتيازات والتسهيلات لاقتناء سيارات جديدة، فان خدمات قطاع «اللواجات» مازالت في كثير من الحالات دون المأمول والمطلوب بسبب الاخلالات في مستوى جودة الخدمات لظروف التنقل داخل سيارات الاجرة «لواج» بين الولايات وداخلها. فقد بلغتنا عديد التشكيات والملاحظات في هذا السياق بشأن التصرفات المشينة لبعض السواق الذين يتعمدون التدخين اثناء السياقة، واستعمال الهاتف الجوال رغم القوانين الزجرية المحجرة لذلك اثناء السفرات الطويلة بين الولايات وعلى الطرقات السريعة، وبين المدن الصغرى داخل الولاية الواحدة، اضافة الى عدم احترام التوقيت المخصص للسفرة، بالتوقف لقضاء لشؤون خاصة لا دخل للمسافرين فيها، او التمطيط في فترة الاستراحة بالنسبة للمسافرين بين العاصمة والولايات الداخلية، وخاصة باتجاه مدن الجنوب الشرقي والغربي منه، وولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة والمهدية وغيرها.. مما يجعل السفرة اطول من الوقت المحدد لها والمعروف عادة، اضافة الى التوقف في مطاعم بعينها، توفر وجبة فطور او عشاء مجانية لهذا السائق مقابل جلبه للمسافرين معه الى هذا المطعم دون غيره، رغم افتقاره لابسط قواعد الصحة وشروط النظافة، مثلما هو الحال بالنسبة للمحلات المنتشرة بجهة الصخيرة و«كوتين» ومنطقة «الغرابة» على الطريق الوطنية رقم 1. عناية بالهندام والسيارة هذه التصرفات والاخلالات توازيها نقائص اخرى داخل السيارة وتخص مسألة نظافة هندام السائق الذي كثيراما يضطر للنوم داخل المحطة ليضمن لنفسه سفرة مبكرة حسب الاولوية، ويقضي يومين او اكثر ليأتي دوره خاصة بالنسبة للعاملين بين العاصمة والمدن الكبرى مثل قبلي وتوزر وجربة وتطاوين وهو ما يجعله غير حريص حتى على حلاقة ذقنه، او تغيير ملابسه. اما حالة بعض السيارات فانها تثير الشفقة للروائح الكريهة المنبعثة منها، وهي تعاني من غياب الستائر الواقية من الشمس، وصناديق الادوية، رغم ضرورة توفرها في كل سيارة. ومن الممارسات الغريبة الاخرى التي يعمد اليها بعض السواق خلال سفراتهم، تشغيل اجهزة الراديو كاسات ان كانت تشتغل اصلا بطريقة مزعجة ومثيرة للأعصاب، والاستماع الى اغان حسب اذواقهم لا تخرج في غالب الاحيان عن دائرة «المزود» و«الراي» غير عابئين بحقوق المسافرين في التنقل وسط ظروف مريحة. ولا شك ان مثل هذه التجاوزات والممارسات، آن لها ان تزول خاصة واننا على ابواب الموسم السياحي وموسم الافراح والتنقلات المكثفة بين المدن والولايات من الشمال الى الجنوب وباتجاه المدن الساحلية وغيرها. رقابة ذاتية ولا يمكن ان تندثر مثل هذه السلوكات الا بوعي ذاتي وداخلي من السواق المطالبين باحترام الركاب وتوفير ظروف السلامة داخل السيارة والراحة ايضا بالاستشارة معهم حول اماكن التوقف ومدة الاستراحة. والعناية بالسيارة ذاتها وتعهدها باستمرار وتفقد جميع مكونات الراحة ومنها التهوئة الكافية والوقاية من الشمس والذوق الرفيع عند بث الاغاني والعناية بنظافة الهندام والمظهر الشخصي للسائق. فالعمل داخل قطاع النقل الجماعي العمومي للمسافرين «لواج» سواء بين الولايات الداخلية او السياحية وحتى داخل المدينة الواحدة يستدعي وعيا من المنتمين اليه بمسألة الجودة والنظافة، وكل ما يهم راحة المسافرين وسلامتهم وحقهم في التنقل وسط ظروف مادية ونفسية لائقة. حملات تفقد ونعتقد ان العديد من السواق العاملين في قطاع سيارات الاجرة «لواج» هم بحاجة الى عمليات تأهيل ورسكلة وتوعية ايضا قبل الانضمام الى هذا القطاع الحيوي والهام، كما بات من الضروري فرض رقابة صارمة على جميع السواق داخل كل المحطات وعند دخولهم وخروجهم منها، وحثهم على مزيد احترام ظروف السلامة والسفر المريحة للركاب، الى جانب القيام بحملات تفقد فجئية على الطرقات وردع المتعمدين من السواق في ارتكاب الاخلالات وخاصة ما يتعلق بالتدخين واستعمال الهاتف الجوال اثناء السياقة.