تضاعفت الاضرار مؤخرا بعدد من حقول الأشجار المثمرة في ولاية منوبة جرّاء تفشي مرض "اللفحة النارية" القاتل مما أدّى بالفلاحين الى اطلاق صيحة فزع أمام استفحاله خاصة خلال هذه الايام بسبب انخفاض درجات الحرارة وازدياد عدد الاشجار المصابة. ويظهر هذا المرض من جديد وخلال الموسم الفلاحي الحالي بعد ظهوره السنة الفارطة وما خلفه من أضرار وخسائر، ليطال أشجار الإجّاص بوجه خاص وأشجار التفاح بشكل أقل حدّة، ويولّد مخاوف كثيرة لدى فلاحي معتمديات الجهة وبنسب متفاوتة فظهوره هذه السنة شمل بالأساس مناطق الجديدة، المنصورة، المحفورة، حنة، سيدي سالم، قمريان، طبربة، برج العامري، المرناقية والشقافة، اذ سجلت عديد الحالات التي ظهرت فيها البكتيريا المسبّبة لهذه الآفة لتطال الأعواد وتأخذ في قتلها شيئا فشيئا بما ينذر بخطر القضاء على جزء كبير من صابة هذه السنة... "الصباح" كان لها لقاء مع فوزي الجندوبي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بطبربة الذي أكد صحة ما يقع ترويجه حول وجود هذا المرض فالأضرار الحالية شملت بين 10 و15 من مجموع عدد الأشجار المغروسة وخاصة منها الإجاص من نوع "ويايامس" وقد وقع طرح الإشكال منذ الشهر الماضي بإعلام الجهات المسؤولة عن الشأن الفلاحي في ولاية منوبة (المسؤول عن الانتاج النباتي والأشجار المثمرة) وذلك للبحث في الحلول واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة "اللفحة الناريّة" وأنه قد وقعت بالفعل زيادات ميدانية بمصاحبة مكتب الدراسات والبحوث بالادارة المركزية للفلاحة وبحضور 5 مهندسين مختصين حيث وقع تشخيص المرض وتأكيد تفشيه بالحقول واعطاء وصفة المداواة والتي تبقى وقائية لا غير باعتبار أنه ما من دواء قادر على القضاء نهائيا على هذا المرض. ويرجع محدثنا أسباب ظهور البكتيريا القاتلة لأنواع من المشاتل الغريبة التي وقع ادخالها بطرق مشبوهة خلال الثورة واعتبر المرض بمثابة السرطان الذي لا يرحم ولا يتوقف. حمادي الطرابلسي أحد الفلاحين الذين تضررت محاصيله ومحاصيل عدد غيره عبّر عن تخوفه مما ستؤول اليه الأوضاع خلال الأشهر القليلة القادمة والتي ينتظر أن تتم فيها عملية نضج الثمار فبالرغم من التحاليل التي أجريت وما اسفرت عنه من نتائج وخطط للوقاية مثل المداواة بالنحاس ومقويات الأشجار وبالرغم من المصاريف الاضافية التي وقع التكفل بها فإن المرض عاود بالظهور خلال هذه الأيام بسبب انخفاض درجات الحرارة باعتبار أن البكتيريا المسببة له يتزايد تكاثرها وانتشارها مع وجود الرطوبة وتدني درجات الحرارة الى ما دون 24 درجة وهو ما ينبئ بخسائر فادحة ستطال صابة الاجاص والتفاح لهذا الموسم وما ستخلفه من خسائر مادية للفلاحين وارتفاع في سعر هذه المنتوجات في السوق المحلية، فقد وقع مثلا في ضيعة واحدة قطع 240 عود إجاص نهائيا و300 عود نسبيا وتقليم عدد هام آخر من الأعواد. وأمام هذه الأخطار المحدقة والمهدّدة لصابتي الاجاص والتفاح بأغلب مناطق الولاية تم عقد جلسات تحسيسية في الغرض باشراف الاتحاد الجهوي للفلاحة والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمنوبة وجهت بالأساس للفلاحين لاشعارهم بخطورة الوضع وتوخّي السبل الأنجع للحد من استفحال مرض"اللفحة الناريّة"، وهي مساع وقع تثمينها من قبل كل المعنيين ويبقى التساؤل مطروحا حول الحالة التي ستؤول اليها الأوضاع في الفترة القادمة ومصير الفلاحين وخاصة الصغار منهم اذا ما زادت فداحة الخسائر وقضي على جزء هام من المنتوج وهو الهاجس الذي يراود الجميع و يزيد من تخوفاتهم.