تعرض القناة الوطنية 1 منذ مدة وبمعدل سهرتين في الأسبوع برنامج العاب طريف ينشطه المسرحي جعفر القاسمي هذا الذي استطاع بتواضعه وعفويته ان يأسر قلوب التونسيين ويفتك اهتمامهم حيث ما حل او عرض له عمل حتى ان البعض يضحكون ملء الشدقين لمجرد رؤيته وقبل ان يتكلم او ينبس بحرف واحد وهو ما جعل الفضائيات تتنافس على ضمه بأي عمل يريده وفي هذا الإطار على ما يبدو تم تكليفه بتنشيط برنامج "شريك العمر" النسخة التونسية من البرنامج الفرنسي"لي زامور" برنامج "شريك العمر" الذي يبث في سهرتي الخميس والسبت فرض نفسه وتفوق من حيث نسبة الالتقاط على أهم برامج سهرات بقية الفضائيات التونسية الاجتماعية وخاصة منها السياسية ومكن الوطنية 1 على ما يبدو من استرجاع جمهورها الذي جافاها بعد ان أرجعته لها الثورة. فقد حقق هذا البرنامج خلال الأسبوع الثاني من شهر ماي الجاري أعلى نسبة مشاهدة بين القنوات التلفزية التونسية في توقيت بثه (من 21.00 إلى 22.00) وصلت إلى 38.4 في سهرة الخميس 11 ماي 2013 حسب موقع audimat.tn المشاهد يسعى للضحكة رغم آلامه استفاد برنامج "شريك العمر" من عوامل أهمها تعطش التونسي للضحكة حتى أصبح يبحث عن الابتسامة في المواقع الاجتماعية الالكترونية ويجدّ في البحث عنها في الكتب والمجلات المختصة فيها رغم ان اغلبها انقرض ويلاحق الأصدقاء المغرومين بجمعها حتى وان كانت كما يقول المصري "بايخة" كيف لا وقد أصبحت بعض فضائياتنا مختصة في بث النكد والتعاسة وأصبح بعضها الآخر يتلذذ بإخافة الناس ببث التهديد والوعيد والدعوة إلى الحذر فمن حديث الاغتيال السياسي وإقامة الحد إلى حديث الاغتصاب ومآسي الخيانات بأنواعها إلى انقطاع الماء الصالح للشراب والكهرباء وانهيار الاقتصاد والدينار التونسي وخواء قفة المواطن وحوادث الطرقات وقلة حيلة الأطباء والقضاة والمحامين ورجال الأعمال وتعاسة السياسيين إلى تغوّل واستكراش ونهب نواب التأسيسي لأموال المجموعة الوطنية بقطع النظر عن صحة هذا من عدمه، وكل هذا الهم وان كان صحيحا في اغلبه وان كانت تونس اليوم تتخبط وحالها يدعو إلى البكاء والإحساس بالبؤس فهذا لا يعني ان المتفرج التونسي لا يسعى وراء الضحكة ولا يرحب بها رغم آلامه وخوفه وإحساسه بالإحباط تونسي كريم "ضامر" وبلا عقد وحصة الألعاب "شريك العمر" تعتمد على مسابقة بين زوجين للفوز بالجائزة الكبرى وقدرها 5000دينار وتتضمن الحصة ثلاثة جولات: الأولى يغادر خلالها الزوجان فضاء المسابقة كي لا يتمكنا من الاستماع إلى إجاباتهما عن ثلاثة أسئلة تخص حياتهما الشخصية ثم يعودان وتتم مقارنة الأجوبة ليفوز احد الزوجين بالجولة الأولى وفي الجولة الثانية تغادر النساء ويبقى الرجال للإجابة عن ثلاثة أسئلة وعندما تعود الزوجتان إلى الأستوديو تقارن الأجوبة ويتم الإعلان عن الزوجين الفائزين بالجولة الثانية ويتم الدخول إلى جولة ثالثة للفصل بين الزوجين المتنافسين ويتم الإعلان عن الفائز في هذه الجولة.. أمّا في الجولة الثالثة فيقوم الفريق الفائز من بالجولتين باختيار أحدهما للإجابة عن عشرة أسئلة في دقيقة ثم يتم الإعلان عن الفائز في الحصة.. ويتحصل الفريق الفائز على جائزة مالية قيمتها 4 آلاف دينار ويتنافس مع الفريق الخاسر على 1000 دينار أخرى. كل هذا في جو مرح مليء ب"الضمار" والمواقف الطريفة والمضحكة والنكت التي يخلقها جعفر القاسمي في اغلب الأحيان من عدم وتبين ان شخصية التونسي خالية من العقد وانه ضامر وحنون وكريم ولا يحب النكد خفة الروح تكفي لتكون محبوب التونسيين حب المشاهد التونسي وتعلقه ببعض الممثلين عادة ما لا تكون له علاقة بالوسامة او أو بادوار بطولة مسلسل او شريط سينمائي وإنما بما يسميه البعض "القبول "ويسميه البعض الآخر "رضا الوالدين " واعتقد ان جعفر او جعفور كما يحلو له ان يسميه رواد المسرح حاز الاثنين معا رغم ما يرويه عن والده في سكاتشاته من نكت ضامرة وفي هذا المجال يمكن ان نذكر بحب التونسيين للممثل محمد بن علي الذي كان دوره ثانويا في مسلسل أمي تراكي الذي مثلت دور البطولة فيه الراحلة الزهرة فائزة مع ثلة من عمالقة المسرح كعبد السلام البش وحمودة معالي وحسن الخلصي... لكنه استحوذ به على الألباب وعلى حب المشاهد وتعاطفه كامل مسيرته الفنية والى ان مات نفس التعاطف والحب ناله المرحوم سفيان الشعري الذي غطى دوره الثانوي في مسلسل"شوف لي حل" على ادوار أصحاب البطولة مثل كمال التواتي ومنى نور الدين وجميلة الشيحي حتى أصبح محبوب الكبار والصغار رغم انه لم يكن وسيما ولا بقوام رشيق كما يفترض ان يكون محبوب الجماهير في غير تونس التي ينظر أهلها للجمال بمنظار خاص جدا هو منظار جمال الروح وخفتها توقيت غير بريء واختيار الوطنية1 ان ينشط جعفور بالذات برنامج"شريك العمر" قد يدخل في هذا الإطار وهو حب التونسي لخفة روح هذا الممثل إذا نظرنا للأمور ببراءة ولكن هذا الاختيار قد يدخل أيضا في مجال التنافس مع بقية القنوات ونخص بالذكر قناة التونسية التي شهد برنامجها"لا باس" أجمل ما أبدعه جعفر القاسمي ومنها توطدت علاقته بجمهوره خاصة وانه من المستبعد ان يكون اختيار توقيت البث بريئا حيث يتزامن بث "شريك العمر" مع برنامجي "لاباس" و"التاسعة مساء"