نظرت منتصف الأسبوع الجاري محكمة الاستئناف بتونس في قضية أحداث 14 جانفي 2011 بمساكن التي خلفت شهيدا وهوالشاب محمّد الهادي العمروني (من مواليد 17جوان 1985) وعددا من الجرحى وتورط في جريمة قتل الشهيد عون أمن كان نال ابتدائيا حكما بالسجن لمدة 12 سنة، وقد قرّرت المحكمة تأجيل النظرفي القضيّة إلى جلسة مقبلة. وقائع الأحداث تفيد بأن المئات من شباب ومتساكني مساكن انتفضوا يوم 14 جانفي 2011 ضدّ نظام الرئيس المخلوع وتجمّعوا في حدود الساعة الثالثة بعد الظهربوسط المدينة للمشاركة في مسيرة سلميّة تطالب بالحرية والكرامة ورحيل المخلوع وعصابة الطرابلسية وإسقاط النظام، وباقتراب المحتجّين من محيط مقرمنطقة الأمن الوطني بمساكن فاجأهم أعوان الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة باتجاههم فردّوا بالحجارة. حينها تطور لأمر إلى مواجهات بين جموع المحتجّين وقوات الأمن التي بدأت في إطلاق النارفأصيب عدد كبيرمن المحتجّين يقارب عددهم العشرين بينهم شاب يدعى حازم الشطي، ويبدوأن الشهيد محمد الهادي العمروني على معرفة بالمتضرّر فاقترب منه وحاول إسعافه إلا أن أحد الأعوان ودون أيّ موجب أطلق النارعلى محمّد الهادي رغم أنه لم يكن في وضع هجوم فأصابه بخمس رصاصات في الكلية واليد ومكان حساس من جسمه. ورغم الإسراع بنقله إلى مستشفى الجهة فإن محمّد الهادي وهو عامل بناء فارق الحياة بعد نحوساعة متأثرا بالمضاعفات البليغة للرصاصات، وقد أفادتنا والدة الشهيد أمس الأول أن ابنها نطق قبل وفاته بحضورشهود عيان باسم قاتله وهوعون أمن يدعى عامرهنيّة، إلا أن الأخيرتمسك خلال مختلف مراحل البحث وخلال الطورالأول من المحاكمة بالإنكاروالبراءة وبعدم مسؤوليته عن مقتل الشهيد أو جرح المتضرّرين، ورغم ذلك فإن محكمة البداية أدانته وقرّرت سجنه لمدة 12 سنة فاستأنف الحكم وتمسّك مجدّدا ببراءته. وأضافت محدثتنا أن ابنها غادرالمنزل يوم الواقعة باتجاه مقرعمله بإحدى حضائرالبناء، إلا أنه استقل لاحقا سيارة نقل جماعي وتحوّل إلى وسط المدينة للمشاركة في المسيرة السلميّة المنادية بإسقاط النظام إلا أن أعوان الأمن وحال اقتراب المحتجّين من مقرّ منطقة الشرطة بمساكن هاجموهم بالغازالمسيل للدموع بكثافة ثم أطلقوا عليهم الرصاص فأصابوا عددا كبيرا منهم بجروح فيما فارق ابني الحياة بمستشفى الجهة. وأكدت محدثتنا أن فلذة كبدها لم يهاجم الأعوان ولم يرشقهم بالحجارة بل كان يحاول إسعاف أحد الجرحى عندما تعرّض لطلقات نارية عديدة دون موجب، وهوما يؤكد-حسب قولها- تعمّد المتهم قتله بعد أن أفرغ في جسده محتوى خمس رصاصات من بندقيّة شطاير.