مع انطلاق العد التنازلي للامتحانات الوطنية وفي مقدمتها امتحان البكالوريا دورة2013 أبرز حدث تربوي وطني تتأهب لخوضه العائلات التونسية، ومع انشغال عشرات آلاف التلاميذ هذه الأيام باستكمال اللمسات الأخيرة لتحضيراتهم وإحكام الاستعداد لموسم "الحصاد"توترت الأوضاع الأمنية العامة جراء أحداث العنف التي شهدتها بعض أحياء العاصمة والمناوشات المسجلة في عدد من ولايات الجمهورية موفى الأسبوع المنقضي. وكانت سبقتها على مر أسابيع أحداث "الشعانبي" وما سادها من كر وفر في ملاحقة العناصر المسلحة..وما أثارته و تثيره من تداعيات ومخاوف وتساؤلات لدى الرأي العام حول وضع البلاد ومخاطر الإرهاب التي تستهدفها. وفي خضم هذا التوتر ترتسم لدى الأسر عديد الاستفهامات تفضح مخاوفا وقلقا من كل ما قد يهدد السير العادي للامتحانات. وتستجلي توضيحات حول مدى تأمين شروط الأمن واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان الحماية لمختلف مراكز الامتحان ومراكز الإصلاح والتجميع. فهل يمكن أن تكون الامتحانات الوطنية فعلا مهددة؟ سؤال طرحناه على عدد من المعنيين بالشأن التربوي ورغم تباين الرد فقد كان الإجماع قويا على تجنّد الجميع لإنجاح مختلف مراحل هذا الاستحقاق وجني ثمار موسم دراسي من الكد والعمل. تكثيف الحماية لئن لم يستبعد نجيب السلامي الكاتب العام المساعد بنقابة التعليم الثانوي هذه التهديدات فأنه ربط مقاومتها والتصدي لها بمدى درجة تأهب وزارة التربية لإنجاح هذا الموعد وأخذ الاحتياطات اللازمة والتنسيق المحكم مع الأمن والجيش لحماية مراكز الاختبارات والإصلاح. وأضاف بأن المجتمع المدني مطالب بدوره بالمساهمة في هذا الجهد وكذلك الأولياء.وشدد على دور الأساتذة في إنجاح الامتحانات منوها باستعدادهم لتحمل مسؤوليتهم التاريخية والقيام بواجبهم في المراقبة والإصلاح.لكنه أكد على ضرورة أن يكون العمل جماعيا وأن يتوفر حدا أدنى من الظروف الأمنية. واعتبر السلامي المناخ العام الذي تجرى فيه الامتحانات هذه السنة الأصعب منذ الثورة نتيجة التفشي الملحوظ والمتزايد لظاهرة العنف ولحالة التسيب بالمؤسسات التربوية،وهو ما يستوجب دعم التنسيق مع الأجهزة الأمنية والانخراط الفاعل للمجتمع المدني وخاصة الأولياء الذين يؤمنون بقدسية الشأن التربوي وحق منظورهم في التعلم وقطف ثمار مجهود سنوات من الدراسة ولن يسمحوا على حد قوله بنسفها أوإرباكها لأي سبب كان يوم الامتحان. وشدد على أن الإطار التربوي سيكون في الموعد متحملا لمسؤوليته في النأي بالامتحان عن كل التجاذبات بعيدا عن لغة الحسابات وتغليبا للمصلحة الوطنية ومصلحة التلميذ.ومساعدته على قطف ثمار نجاحه الذي يخفي في طياته نجاح المربي ذاته. أما الطاهر ذاكر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي فقد قلل من جانبه من أهمية المخاوف من التهديدات التي قد تؤثر على سير الامتحانات وقال "لا أظن أن هناك ما يهدد سيرها على الأقل إلى هذه الفترة، لكن هذا لا ينفي وجوب أخذ الاحتياطات الكافية واللازمة." ودعا التونسيين إلى وضع اليد في اليد لإنجاح هذا الموعد والتخلي عن دور المتفرج والتحفز للمساهمة كل من موقعه في تأمين سير الامتحانات في ظروف عادية وطبيعية. واعدا بأن تكون لإطار التدريس بالتعليم الأساسي مشاركة فاعلة في الجانب المتعلق بامتحانات المرحلة الأساسية. مؤشر إيجابي بطرح السؤال على مدير عام الامتحانات بوزارة التربية حول جدية المخاوف من أن تكون الامتحانات الوطنية فعلا مهددة؟ نفى عبد الحفيظ العبيدي ذلك بقوة وقال في تصريح ل"الصباح":" خير دليل على ذلك اجتياز صبيحة أمس تلاميذ البكالوريا بحي التضامن بالعاصمة والقيروان الامتحان التطبيقي لمادة الإعلامية بصفة عادية وفي أجواء طبيعية رغم الأحداث التي عاشتها هذه المناطق يوم الأحد. وقد التحق الأساتذة المراقبون والتلاميذ والمسيرون بمراكز الاختبارات بصفة عادية وتم اجتياز الاختبار في كنف الهدوء والانضباط." وأضاف :"هذا مؤشر يغني عن التعليق وهودليل إيجابي على أن هذه المخاوف لا موجب لها وبأن تنظيم الإمتحانات الوطنية وعلى رأسها البكالوريا تسير وستتواصل بصفة مرضية". معلنا عن وجود تنسيق دقيق مع الأجهزة الأمنية على غرار المواسم السابقة لإنجاح مختلف محطات الامتحانات. يجدر التذكير بأن الإدارة العامة للامتحانات اتخذت هذه السنة مجموعة من الإجراءات لضمان الحماية الأمنية لمختلف مراكز الامتحانات من قبل الأمن والحرس والجيش الوطني. وتفيد المعطيات الواردة بتقرير صادر عن وزارة التربية في هذا الشأن أنه يجري الترتيب لتعزيز المرافقة الأمنية للشاحنات التي ستنقل المواضيع من مراكز الإيداع إلى مراكز الاختبارات الكتابية. وكذلك عند نقل التحارير من مراكز الامتحان إلى المندوبيات الجهوية للتربية ومنها إلى مراكز التجميع والتوزيع.