زار مؤخرا وفد يضمّ صناعيين ورجال أعمال مختصّين في صناعة قطع الغياروفي تكنولوجيات المصاعد بمعيّة عدد من رجال الأعمال الأتراك جندوبة لأوّل مرّة للبحث عن آفاق الاستثمار وبعث المشاريع بالجهات الداخلية. وخلال جلسة عمل قدّم الدكتورمحمد العادل رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية ورئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون الوفد التركي الذي يترأسه والمتكوّن من 6 رجال أعمال ممثّلين لمجموعة شركات"أناطوليا قروب" التي تضمّ 30 مصنعا متنوّع الإختصاصات الصناعية وأكّد في كلمته بالمناسبة أن الهدف من اختيار بلادنا عموما للاستثمار فيها أنها تمثّل نقطة انطلاق نحو إنتاج وتسويق المنتوجات الصناعية في السّوق المغاربية في ما يخصّ قطاع غيارالسيارات والألبسة والنسيج وأن اختيار تونس لم يكن اعتباطيا وإنما يندرج في إطارتوجّه تدعمه الحكومة التركية نحو الاستثماروبعث المشاريع في البلدان العربية التي شهدت ثورات بهدف تسويق التكنولوجيا الصناعية في إطارالمنافسة الاقتصادية بين تركيا والبلدان الأوروبية. وأضاف أن هذه الزيارة تندرج في نطاق تأسيس أرضية صناعية ودراسة احتياجات السوق الصناعية وتوظيف إمكانيات الجهة الطبيعية في إطارأرضية شراكة اقتصادية تونسية تركية. وفي كلمة بالمناسبة أكّد السيد أحمد المشرقي عضوالمجلس التأسيسي أن الجهة تضع كل إمكانياتها لدعم التعاون التونسي- التركي اعتبارا للروابط الرمزيّة والتاريخية بين البلدين من خلال التقارب في صورة علمي البلدين إلى جانب روابط تاريخية حين التحمت دماء التونسيّين والأتراك في "معركة القرم" إلى جانب وجود إرادة سياسية تونسية للتعاون قائلا:إنه"عندما نخيّرسنختار تركيا" مؤكّدا أن ولاية جندوبة أرض خصبة لمناجم المواد التحويلية مبرزا أن أهالي جندوبة وهياكلها الرسمية من مؤسّسات عمومية جهوية ومن مكوّنات المجتمع المدني تضع إمكاناتها ومواردها الطبيعية والبشرية على ذمّة التعاون المنتظر مع الأتراك. وقدّم في كلمته كذلك بسطة تاريخية عن الجهة التي كانت تسمّى في العهد النوميدي"سوق القمح" وهوالمعنى الأصلي لكلمة"جندوبة". وفي إطارالتعريف بخصوصيات الجهة ومقوماتها الصناعية قدّم السيد عبد الستارالرابحي المديرالجهوي للتنمية عرضا سمعيا بصريا عن إمكانيات الجهة بعنوان"ولاية جندوبة:الإمكانات المتوفرة...والإنجازات المسجّلة" تضمّن عرضا لموقع الجهة الجغرافي الاستراتيجي باعتبارها محاذية للقطرالجزائري عبر3 معابربرية ومعبرللسكة الحديدية حيث تنفتح الجهة على هذا القطرعبرمسافة 135 كم وتمرّعبرها يوميا ما بين100و120 شاحنة لنقل السلع والبضائع بين البلدين؛ وبالتالي فهي على مشارف السوق الجزائرية والمغاربية عموما وبها مكوّنات أساسية تساعد على الاستثمار. وقد عدّد المتدخلون من الإطارات الجهوية إمكانيات الاسثماربالجهة من خلال تقديم جملة من أفكارالمشاريع السياحية خاصة أن المسلك السياحي يتوفّرعلى مدخرات طبيعية وإيكولوجية متنوّعة ولكنها غير مستغلة وهي في حاجة لاستغلال وتوظيف إمكانياتها من مواقع أثرية وحدائق طبيعية وأحواض مائية في مشاريع استثمارية واعدة إلى جانب حاجة الجهة لمصانع تحويل منتوج الحبوب ولمؤسسات صناعية تحويلية للحوم الحمراء؛ كما تمّت الإشارة إلى أهمية بعث مشاريع إستثمارية ذات صلة بالثروة السمكية خاصة أن نسبة استغلال هذه الثروة ضعيفة جدا بالجهة تصل إلى 5./. إلى جانب الحاجة لمعامل لتحويل الطماطم وتجفيفها ولمعامل لمصبرات الزيتون والخضراوات وأخرى لتجفيف الحليب؛ كما تمّ اقتراح بعث مصانع مختصة في معدّات الريّ أو وحدة مختصة في صناعة القطع الميكانيكية خاصة والجهة تتوفّربها مناطق سقوية في حاجة أكيدة لهذه القطع والمعدّات كما تمّ اقتراح مصانع للآجروللجليز والقرميد وللرخام وأخرى لإنشاء وحدات غزل الصوف المعدّ لصناعة الملابس. ◗ منصف كريمي ومحمد الهادي العبيدي