تونس -الصباح: يشهد ميدان قطع غيار السيارات اليوم ازمة عالمية كبرى تضررت منها أغلب المصانع والشركات الدولية وألقت بظلالها على اقتصاديات الدول الأوروبية الشريك الاستراتيجي الأول لتونس. فقد أدى إعلان شركات صناعة السيارات في أوروبا تخفيض إنتاجها الى تضرر عدد من المصنعين التونسيين وإغلاق بعض المصانع المختصة في صنع قطع غيار السيارات (سوسة، ماطر) وتراجع إنتاج عدة مؤسسات أخرى وقد تركز الاهتمام في المدة الأخيرة على محاولة تطويق هذه الازمة والحد من انعكاساتها وايجاد اسواق جديدة لترويج المنتوج التونسي من قطع غيار السيارات خاصة في بعض الاسواق العربية المنضوية تحت "اتفاقية اغادير" وهي المغرب والاردن ومصر وكذلك بعض بلدان الاتحاد الأوروبي. ويعد قطاع" قطع غيارالسيارات" من الأنشطة الاقتصادية الهامة وأحد القطاعات التصديرية ذات الأولوية والتي من شأنها ضمان تحقيق التكامل الاقتصادي. ويذكر ان عدد المؤسسات العاملة في قطاع صناعة قطع غيار السيارات في تونس يقارب ال140 مؤسسة، منها حوالي 85 مؤسسة مصدّرة كليا. وأغلب المؤسسات المصدّرة كليا تنشط في مجال الكابلات الخاصة بالسيارات والتي تحقق نسب عالية فاقت في السنوات الخيرة ال70 بالمائة من الحجم الجملي لمعاملات القطاع. تركيز على اتفاقية أغادير ويحاول صانعو قطع غيار السيارات التونسيين استغلال ما تتيحه اتفاقية أغادير من خلال قاعدة تراكم المنشأ من إمكانيات استثمار وتعاون وتسويق في 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي الى جانب الدول العربية الأربع. ويأتي قطاع صناعة السيارات ومكوناتها كأحد القطاعات الواعدة الذي تتوفر فيه إمكانيات هائلة للتكامل والتراكم بين دول اتفاقية أغادير، وهي النتيجة التي خلصت إليها الدراسة القطاعية التي انتهت الوحدة الفنية للاتفاقية من إجرائها حول هذا القطاع في الدول الأعضاء. وقد أقرت هذه الدراسة خطة عمل شمولية لدفع التعاون البيني بين البلدان أعضاء اتفاقية أغادير أعطتها الوحدة الفنية- التي يتراسها التونسي فريد التونسي- أهمية قصوى حيث تم إقرار اعتماد عناصرها والتعهد بإنجازها بما يخدم صالح هذا القطاع في فضاء أغادير . ومن بين الأنشطة المضمنة بخطة العمل: - إعداد مخطط ترويجي وإشهاري لفائدة البلدان الأعضاء في قطاع السيارات بما يضمن فرص تصديرية جديدة واستثمارات تنموية مع الاتحاد الأوروبي - تنظيم ورشات عمل تضم القطاع الخاص من البلدان الأربعة لتفعيل بعض المقترحات الوجيهة والتعاطي مع بعض الموضوعات الهامة على غرار الاستثمار والشراكة والتزود بالمواد والتضامن أو التحالف في ما يتعلق بالحملات الترويجية. - تنسيق عمليات المشاركة المتقاطعة بالصالونات المهنية المختصة ببلدان "أغادير". - التعريف بالدراسة ونتائجها بالبلدان الأربعة الأعضاء. - تضمين محتوى المخطط القطاعي المقترح ضمن بنود الندوات الإقليمية المزمع تنظيمها. - إحداث بنك معطيات ومعلومات حول المزودين بفضاء أغادير. يذكر أن 80 % من المؤسسات التونسية المختصة في الميكانيك والإلكترونيات تصدر انتاجها كليا الى أوروبا مما يجعل تونس ثاني مصدر لقطع غيار السيارات الى أوروبا والأولى في المنطقة الأورومتوسطية. كما ان القطاع يستحوذ على نسبة 30 بالمائة من اجمالى الصادرات التونسية.