الإرهاب في الشعانبي حقيقة وليس مسرحية.. وعلى الحكومة تحمل مسؤوليتها إيقاف مشتبه به له علاقة بالإرهابيين.. ما تزال مدينة القصرين تعيش على وقع حادثة تفجير اللغم الاخير الذي دمر شاحنة عسكرية خفيفة وأودى بحياة عنصرين من الجيش الوطني وخلف جريحين ولا حديث بين اهاليها الا عن مسلسل احداث الشعانبي وحلقاته الدموية الاخيرة التي خلفت بين السبت والخميس الفارطين 3 قتلى و11 جريحا وعرفت استهداف الوحدات والمعدات العسكرية بالغام شديدة الانفجار.. وفي آخر التطورات علمنا ان الشبان الخمسة الذين تم إيقافهم اول امس للتحقيق معهم وهم من عملة الضيعة التي حصل انفجار اللغم قربها وآخر ألقي عليه القبض داخل المستشفى للاشتباه في أمره تم الافراج عنهم جميعا ليلة اول امس.. و في المقابل وحسب مصادر مطلعة فانه وقع ايقاف اثنين آخرين أحدهما يشتبه في علاقته بالإرهابيين رفع الشاحنة المدمرة وخبراء يعاينون مكان الانفجار تولت وحدات من الجيش الوطني مساء اول امس رفع ما بقي من الشاحنة الخفيفة التي دمرها اللغم ونقلها الى الثكنة العسكرية وهي لم تعد صالحة بالمرة للاستعمال بعدما أدّى الانفجار الى تحطيمها بالكامل وانفصال بعض مكوناتها وتطايرها على مسافة قريبة.. وحسب شهود عيان من أهل القرية فإن خبراء عسكريين حلوا فجر امس الجمعة بمكان الانفجار على متن طائرة عمودية (ربما معهم مسؤولون من وزارة الدفاع) وقاموا بمعاينة المكان ولم يسمحوا لأيّ أحد من المتساكنين بالاقتراب منه هذا وفي متابعة للاوضاع الجارية بالجهة تحدثت "الصباح" مع عدد من متساكني القصرين ينتمون الى شرائح مختلفة ورصدت آراءهم حول ما يجري على بعد كيلومترات قليلة من مدينتهم: جمال بوثوري (أستاذ عربية): مجرّد مسرحية مرّ أكثر من شهر على انفجار الألغام الأولى وانطلاق عمليات التمشيط ورغم ذلك لم يتمّ القبض على أيّ أحد من الإرهابيين فهل الى هذه الدرجة لديهم القدرة على التخفي أم هم مجرد أشباح؟ وأعتقد بعد اللغم الأخير الذي انفجر في ضواحي القصرين ان الامر كله اصبح اقرب منه الى امر شديد الخطورة وأنا أطالب مثل كل أهالي القصرين بالكشف عما يحصل في الشعانبي لاننا مللنا من العيش في أجواء من الاحتقان والرعب خوفا من ان يداهمنا الارهاب في مدينتنا وأحيائها السكنية محمد طاهر خضراوي (رئيس جمعية أمل للتنمية والتضامن وناشط بالمجتمع المدني): انتظرنا التنمية فجاءنا الإرهاب كل ما يحصل يؤكد انه مسرحية سخيفة ذهبت ضحيتها القصرين فلا وجود لارهابيين ولا أثر لهم.. وبسببها أحرق الشعانبي وتمّ تدميره ثم ياأتي ممثل وزارة الدفاع ويقول ان هناك أيادي خفية وراء الألغام والحال أن دور الحكومة هو حمايتنا من هذه الأيادي.. وأنا متأكد أن أطرافا سياسية في السلطة هي التي ابتدعت الاحداث وحوّلتها الى لعبة وكلما حصل تجاذب حول الدستور إلا وضغطت على زرّ للتصعيد والخاسر الاول نحن أهالي القصرين لاننا انتظرنا ان تاتينا الثورة -التي شاركنا فيها بقسط رئيسي- بالتنمية والتشغيل وتضع حدا للتهميش الذي عانينا منه طويلا فجاؤونا بالارهاب والأخطر انه بدا يطرق ابوابنا وانا الآن اصبحت خائفا على أهالينا من حصول تفجيرات في قلب المدينة نبيل بالمولدي (صاحب وسائق سيارة تاكسي): لسنا إرهابيين.. وألغاز وراء الأحداث أولا نحن في القصرين لسنا بإرهابيين كما تريد ان تصورنا وسائل الاعلام وما يحدث في الشعانبي وحوله تحيط به ألغاز كثيرة من الصعب تفكيكها طالما هناك تعتيم أمني كلي حول تفاصيلها ونحن ننتظر بفارغ الصبر إماطة اللثام عنها حتى نستريح من هذا المسلسل الذي يسيطر علينا منذ اسابيع محمد صالح عصيدي (قيّم عام): متى ينتهي الكابوس رغم ثقتنا المطلقة في أمننا وجيشنا فإن ما يحصل أصبح يثير الشكوك وتحول الى كابوس مزعج يسيطر علينا وأتمنى أن ينتهي في اقرب وقت حتى تعود الحياة الى طبيعتها في القصرين خصوصا وأن احداث الشعانبي أثرت سلبا على مسيرة التنمية بما ان لا أحد من المستثمرين اصبح يغامر بالانتصاب في الجهة طالما لم يقع الكشف عن الارهابيين وإيقافهم يوسف غرسلي ( طالب): انشغال كبير أنا أدرس خارج القصرين لكنني أتابع يوميا اخبار جهتي بكامل الانشغال وكلما أسمع بانفجار لغم إلا ويهتز كياني لانه موجه الى ابطالنا البواسل الذين يقومون بحمايتنا.. ويوم عودتي للقصرين انفجر اللغم الاخير وخلف شهيدين وجريحين في ضواحي المدينة بما يؤكد ان الارهاب اقترب من منازلنا ويجب ان يتوحد الجميع مع الجيش والامن الوطنيين للتصدّي له المجتمع المدني يتحرّك على إثر التطورات الاخيرة وتفجير لغم صباح الخميس اصدر الائتلاف المدني والسياسي بالقصرين الذي تكوّن مباشرة اثر انطلاق احداث الشعانبي من عديد الجمعيات والاحزاب الناشطة بالجهة بيانا اعتبر فيه ان ما وصلت إليه الأوضاع اصبح خطيرا جدا وبات يتهدد المناطق الآهلة بالسكان والقريبة من المدينة واشار الى استنكار اهالي القصرين الشديد وغضبهم من تنامي مسلسل الإرهاب والعنف الممنهج الذي ضرب كل أفق للتنمية بالجهة وساهم في تعطيل مسار تحقيق أهداف الثورة التي قدمت فيها القصرين ثلة من خيرة شبابها ونبّه الى القلق الشديد إزاء التعتيم وصمت الحكومة المريب حول حقيقة ما يحصل وقال الائتلاف ان هذه العمليات تعدّ استهدافا متواصلا لمعنويات المؤسسة العسكرية والأمنية ومخططا ممنهجا لإضعافها وتهميشها، مشددا على خطورة الخطاب الذي يروّج ضد المؤسسة العسكرية وتماسكها، وقال الائتلاف ان الإرهاب في الشعانبي واقع وليس مسرحية، وجدد مساندته لجيشنا الوطني باعتباره الضامن لأمن البلاد والعباد وندد كما ورد في البيان بالخطاب الذي يستهين بخطورة الإرهاب ويعتبره بؤرا معزولة وقال إن كل قطرة من دم جنودنا هي من جسم الوطن جميعا.. كما ندد بالظروف العصيبة والأجواء القلقة وغير الآمنة التي يجتاز فيها تلاميذ القصرين امتحان الباكلوريا. وطالب بفتح تحقيق شفاف ومحايد حول ما يحدث بالشعانبي لإنارة الرأي العام بالحقيقة، كل الحقيقة، وعرض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم كما تقول الحكومة وكشف الجهة التي تقف وراءهم وتمكين الجيش الوطني وقوات الأمن والحرس من كل التجهيزات والمعدات اللازمة للتصدي إلى أعداء الوطن.. ودعا الائتلاف كل القوى المدنية والسياسية والحقوقية وكافة أبناء القصرين إلى تكثيف التحركات السلمية احتجاجا على هذه الجرائم وتنديدا بصمت الحكومة واستخفافها بأرواح أبناء الجيش والامن والقصرين وما يعيشه الاهالي من خوف واحتقان ومن تردّ في الأوضاع الاقتصادية ووجّه الائتلاف الدعوة الى كل القوى المدنية والديمقراطية وكافة أهالي الجهة إلى التجمع الشعبي المزمع عقده بساحة الشهداء وسط المدينة على الساعة الخامسة من مساء امس الجمعة مكتب النهضة: نرفض الزجّ بالقصرين في المؤامرات كما أصدر المكتب الجهوي لحركة النهضة بالقصرين بيانا اثر حادثة يوم الخميس جاء فيه بالخصوص: "إن المكتب الجهوي لحركة النهضة يدين بشدة أعمال العنف هذه مهما كان مصدرها ويترحم على شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية والذين سقطوا فيها" المرحوم الوكيل أول صادق الذوادي والمرحوم الرقيب لزهر خضراوي.. ونطالب برفع الغموض عما يحدث في القصرين ورفض الزجّ بالجهة في هذه المؤامرات التي باتت مفضوحة. وكأنما هو نوع من العقاب المسلط على قصرين الثورة وحرمانها من حقها في التنمية.. فهل هكذا يكون ردّ الجميل لدماء شهداء تالةوالقصرين؟ ويدعو المكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بالقصرين كافة القوى الوطنية والمجتمع المدني إلى الوحدة والحرص على بقاء صورة القصرين المناضلة الرافضة لعودة أزلام النظام القديم وندعو الحكومة لمزيد الحزم وأخذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذا المسلسل الدموي ودعم المؤسستين العسكرية والأمنية للقيام بالواجب وللكشف عن الجناة الحقيقيين ومطاردتهم أينما كانوا ومهما كانوا" وقفة مساندة للأمن والجيش نفذ صباح أمس الجمعة إطارات وأعوان معتمدية القصرين الشمالية وبعض المواطنين وقفة تضامنية أمام مقر المعتمدية (القريب من قصر العدالة على الشارع الرئيسي للمدينة) مع الجيش والأمن الوطنيين وقد أكدوا فيها على مساندتهم المطلقة للمجهودات التي تقوم بها السلطات الامنية والعسكرية وعبروا عن تعاطفهم مع شهداء وجرحى أحداث الشعانبي وطالبوا بضرورة الإسراع بكشف ما يحصل وإنارة الرأي العام تفاديا لكل الشائعات وعمليات التهويل والتخويف التي تعتمدها بعض وسائل الإعلام