أدت التطورات الأخيرة في جبل الشعانبي في مواجهة خطر الإرهاب وصور ضحايا وأشلاء جنود الجيش الوطني إلى بروز أصوات بعضها يحمل المسؤولية للتطور النوعى الذي شهدته عمليات الجماعات الإرهابية إلى وزارة الدفاع والبعض الآخر يشكك في قدرة المؤسسة العسكرية اليوم على التصدى لتقدم وامتداد خطر الإرهاب والتفجيرات وهناك من دعا بشكل واضح وصريح لضرورة التغيير على رأس الجيش الوطني ونورد في هذا السياق ما صدر عن محمد عبو رئيس التيار الإصلاحي والأمين العام السابق لحزب المؤتمر الذي أشار على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه".. لا يعقل أن يبقى المسؤول في منصبه و قد فشل فيه. ويحصل في أعرق الديمقراطيات، أن يقع تغيير من هو على رأس مؤسسة ما، لأنها فشلت حتى لو أثبت أنه بذل العناية اللازمة للنجاح في مهمته" المؤسسات تحتاج إلى نفس جديد من حين لآخر وهناك قاعدة في الإدارة بشكل عام أن "لا وجود لشخص لا يمكن الاستغناء عنه، والمؤسسة العسكرية لا تشذ عن هذه القاعدة" ويضيف "..يجب اليوم أن يقع تغيير على رأسها وتعيين رئيس جديد لأركان الجيوش الثلاثة وما أكثر الكفاءات في جيشنا الوطني. سيكون ذلك بمثابة النفس الجديد للمؤسسة وسيؤدي حتما لتحسين أدائها ولن تغمض للمسؤول الجديد عين حتى القضاء على معضلة جبل الشعانبي ومجابهة كل التحديات المطروحة على المؤسسة العسكرية التي حان الوقت للاستعداد لعودة ضباطها وجنودها لدورهم الأصلي ألا وهو حماية حدود الوطن.." ومن المؤكد أن تناول المؤسسة العسكرية و"المس" منها والدعوة إلى إقالة قائد الأركان في هذا الظرف يثير مخاوف لدى البعض من وجود سيناريوهات جاهزة تستهدف الحط من معنويات الجيش الوطني في محاولة للسيطرة عليه وهي تحاليل ينحو إليها البعض من منطلق تصريحات سابقة مسربة نسبت لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عند لقائه مع بعض ممثلى التيار السلفى عندما أشار إلى أن الجيش غير مضمون.. والجميع يتذكر ما أثارته تلك التصريحات من ردود فعل ومخاوف حول المشروع والنوايا الحقيقية لحركة النهضة. رغم أن آراء أخرى تعتبر حركة النهضة من أكثر المتشبثين بالقيادة الحالية للجيش لعدة اعتبارات داخلية وخارجية وتتعلق المخاوف الأخرى المطروحة اليوم من موجة استهداف الجيش وقيادته بالجانب النفسي والمعنوي للجيش الوطني إذ أن التشكيك في حياد المؤسسة العسكرية والدعوة لتغيير قيادتها، في ظل الحرب المفتوحة على الإرهاب والتي يقول المختصون والمحللون أنها ليست سوى البداية في مواجهة ستكون لسنوات قادمة، من شأنه الحط من معنويات الجنود على الميدان وادخال الارتباك في وقت يحتاج فيه الجيش إلى الدعم الشعبي والسياسي المادي والمعنوي. وهناك من السياسيين والمحللين من يعتبر المؤسسة العسكرية بقيادتها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه