حالات من الإغماء والعويل والاحتجاجات في صفوف المتضررين امتزج المشهد العام أمس أمام المركب التجاري "قالاكسي" بلافيات بالعاصمة، بحالات من الإغماء والبكاء والعويل وحالات من الاحتجاجات وسيارات الامن والاسعاف بعد أن تجمهرت مجموعة من المواطنين أمام المركب يطالبون باسترجاع أموالهم من شركة توظيف الأموال "يسر للتنمية" لصاحبها عادل الدريدي فقد تجمّع أمس مئات المواطنين أمام مقر شركة توظيف الأمول "يسر للتنمية" بعد أنباء عن فرار صاحبها عادل الدريدي بأموالهم خارج حدود الوطن. في حين توجه البعض الآخر إلى البنك المركزي للمطالبة باسترجاع أموالهم وسط موجة عنيفة من الغضب والتهديد في حين توجه البقية الى منزله الكائن بحي ابن سينا حيث قاموا بخلع المنزل واخذ جميع محتوياته جدير بالذكر أن البنك المركزي قد قام بعدة محاولات قصد إعلام المواطنين بخطورة التعامل مع مثل هذه المؤسسات وقد تقدم بشكاية ضد مؤسسة "يسر للتنمية" التي تقوم بجمع ودائع من المواطنين مع وعدهم بمردودية مرتفعة تصل أحيانا إلى الضعف، القي عليه القبض لكن تم الإفراج عنه بعد يومين بعدما تبين أن نشاط شركته قانوني وأنها لا تمارس أي نشاط مصرفي حسب عدد من المحامين هذا الأمر شجع "المتضررين" وجعلهم يثقون بالمؤسسة ويضعون أموالهم على أمل استرجاعها بفوائض كبيرة تصل حد الضعف وأكثر بعد مدة زمنية محددة حتى ان عدد الحرفاء هذه الشركة ارتفع ليبلغ 60 ألف حريف علما وأن كل حريف يدفع 50 دينارا كمعلوم للمشاركة فخسب حيث ان مجموع المبلغ هو 3مليارات من المليمات تضاف إليه الودائع، والجدير ذكره أن عشرات الأشخاص كانوا تظاهروا عند ايقافه مطالبين بإطلاق سراحه صدمة كبيرة في لقائنا مع بعض المحتجين، علمنا أنه تم إيداع أموال ضخمة جدا تقدر بالمليارات، وقد قدرتها بعض المصادر بحوالي 20 مليارا من المليمات على غرار إحدى السيدات التي سلمت للشركة مبلغا قدره 300 الف دينار وقد علمنا انه أغمي عليها ونقلت على متن سيارة إسعاف عندما علمت بهروب صاحب الشركة لان هذا المبلغ يعود إلى أبنائها في المهجر وقد أقدمت على هذه الخطوة دون استشارتهم أو حتى إعلامهم بذلك إحدى السيدات (عاملة تنظيف) قالت إنها اقترضت مبلغ ألفي دينار لاستثماره في هذه الشركة وكانت غايتها تحسين أوضاعها الاجتماعية المحتجون طالبوا باسترجاع أموالهم واعتبر احد المتدخلين بان المسؤولية تتحملها الدولة لأنها تركت متحيلا طليقا دون أخذ الإجراءات اللازمة وهو ما جعلهم يثقون فيه ويضعون أموالهم بين يديه خاصة بعد أن تم تحجير السفر عليه إلى الخارج محتجة أخرى قالت " وضعنا أموالنا طمعا في تحسين أوضاعنا المزرية لا لكي تتعقد أمورنا أكثر والأزمة المالية هي التي جعلتنا نضع أموالنا في يد متحيل امام صمت الحكومة وامام ارتفاع الاسعار.." القائمة تطول بين موظف اخذ قرضا من البنك قيمته 28 الف دينار وآخر "استثمر" 90 الف دينار مع شقيقه والثاني باع سيارته وثالث رهن منزله واخرى وضعت 9 الاف دينار وشقيقتها 7 آلاف دينار حتى ان المتضررين الذين "استثمروا" مبالغ صغيرة مثل 500 دينار كان الامر هينا بالنسبة لهم وصاروا يواسون المتضررين الذين خسروا 20 الف دينار و 40 الف دينار يذكر ان قاضي التحقيق قرر أواخر شهر افريل الماضي الافراج عن صاحب شركة توظيف الأموال عادل الدريدي مع تقييد تنقلاته بين تونس الكبرى ونابل وبنزرت ومنعه من السفر خارج البلاد بعد ان رفع ضدّه محافظ البنك المركزي قضية اتهمه فيها بإسناد قروض والحصول على أموال بطرق مشبوهة. وهو ما يرجح ان المعني بالأمر قد يكون ما يزال موجودا داخل التراب التونسي