نظرت أمس الدائرة الجناحية 15 بمحكمة الإستئناف بتونس في قضية مغني الراب علاء الدين اليعقوبي المكنى ب"ولد ال15" وقد مثل موقوفا لمقاضاته في قضية فيديو "البوليسية كلاب"، وكانت ابتدائية بن عروس قضت بسجنه مدة عامين مع النفاذ العاجل بعد أن اعترض على الحكم وكانت الدائرة الجناحية بمحكمة بن عروس قضت أيضا بسجن فتاة تدعى صابرين القليبي ومصور يدعى محمد الهادي مدة 6 أشهر "سرسي" على خلفية مشاركتهما ولد ال15 في إعداد هذا "الفيديو كليب" في حين برأت ساحة الشبان الأربعة الذين ذكرت أسماؤهم في "شريط الفيديو" المذكور. وباستنطاق "ولد ال15" حول سبب إصداره الكليب موضوع هذه القضية صرح أن ما قدمه يندرج في إطار العمل الفني والموسيقى وأنه أصدر الكليب المذكور كردة فعل على ما لاقاه من سوء معاملة من طرف رجال الأمن في إطار تجربة قاسية عاشها من قبلهم في وقت سابق بما في ذلك الفترة التي سبقت ثورة 14 جانفي. وصرح "ولد ال15" أن ما قام به كان في نطاق السعي الى لفت الإنتباه لإصلاح المنظومة الأمنية مؤكدا على أن "الكليب" موضوع هذه القضية يندرج في باب الموسيقى والتعبير الفني وأنه لا يقصد إهانة سلك الأمن مؤكدا على أن ما ورد بالكليب يتعلق بفئة معينة من "البوليسية"ولا يهم كل الأمنيين. وبسؤال القاضي له عن ذكره للقضاة والمحامين في الكليب المذكور أكد على أنه لا يقصد القضاة والمحامين النزهاء. وعن بطاقته المهنية قال إنه ليست له بطاقة مهنية ولكن صفته كمغني راب مضمنة بوثائقه الرسمية. وبعد تسجيل أقوال المتهم طلب ممثل النيابة العمومية إقرار الحكم الإبتدائي ،وبإعطاء الكلمة للدفاع حضرت مجموعة هامة من المحامين للترافع عن "ولد ال15" من بينهم الأساتذة غازي المرابط وسامية عبو ومختار الطريفي وعمر لبيض وكوثر الغربي وعبد الناصر العويني، واعتبروا أن الحكم الإبتدائي كان قاس وأن "ولد ال15" لم يتمتع بمحاكمة عادلة وأن مغني الراب المعروف بكنية "الجنرال" كان أوقف في عهد بن علي من أجل أغنية كان انتقد فيها النظام السابق وقد أنقذته الثورة من السجن. ولاحظ دفاع المتهم أن "ولد ال15" غنى عن "البوليس" في المطلق ولم يحدد إذا ما كان يقصد البوليس السياسي أو بوليس بن علي او بوليس ما بعد الثورة وقد استعان بفن الراب للتعبير عن همومه ومشاغله مثله مثل بقية مغنيي هذا النوع من الفن وطلبوا نقض الحكم الإبتدائي والحكم بعدم سماع الدعوى في حق موكلهم. وللإشارة فإن محاكمة "ولد ال15" شهدت حضورا مكثفا لوسائل إعلام محلية وأجنبية كما حضرت المكلفة بالإعلام بالمجلس الوطني التأسيسي كريمة سويد ومغنيي راب ووجوه معروفة على الساحة السياسية والثقافية على غرار جليلة بكار ونزيهة رجيبة والنوري بوزيد وغيرهم حيث جاؤوا لمساندة "ولد ال15" وفي تصريح "للصباح" قالت أم زياد إنها جاءت لمساندة حرية التعبير مؤكدة على أن الحزب الحاكم يريد أن يعيد حرية التعبير الى بيت الطاعة كما أشارت الى أنها تساند "ولد ال15" والأمنيين الشرفاء. وأما النوري بوزيد فقال إنه جاء لمساندة مغني الراب المذكور وأن فن الراب معروف بتمرده وباستعمال عبارات فيها تمرد ومغني الراب عادة ما ينتقي كلمات أغانيه من الشارع ولذلك يجب على وزارتي الداخلية والعدل فهم هذا الفن وفهم حرية التعبير التي ليست لها حدود. وإثر المداولة قررت المحكمة تأجيل التصريح بالحكم الى جلسة قادمة ورفض مطلب الافراج .