مثل في حالة إيقاف أمام محكمة الاستئناف بالعاصمة مغني الرّاب علاء اليعقوبي المعروف باسم «ولد الكانز» وذلك لاستئناف الحكم الصادر ضده والذي يقضي بسجنه لمدة عامين، ويأتي ذلك إثر نشره لفيديو كليب على موقع «يوتوب» بعنوان «البوليسية كلاب» اتهم فيه أعوان الأمن بممارسة العنف ضد الشعب داعيا إلى ذبحهم عوض الخرفان، كما أساء للقضاة وللمحامين حسب ما ورد في ملف القضية. وباستنطاق «ولد 15» أمس من طرف القاضي أكّد أن ما صدر عنه من باب عمله ك«رابور» (Rapeur) ملاحظا أن الكليب موضوع قضية الحال هو ردّ على ما لقيه من معاملة من طرف رجال الأمن في إطار تجربة قاسية عاشها في هذا الصدد موضحا أن ما صدر عنه كان في نطاق تجربة خاضها في فترة بن علي. وبسؤاله عن الغاية التي كان يقصدها من الكليب أكّد «ولد 15» أن ما قام به كان في إطار السعي إلى إصلاح جهاز الأمن معتبرا ذلك من باب الإبداع والتعبير الفنّي مبينا أنه لا يقصد إهانة سلك الأمن وأن ما قام به كان في إطار «Fiction» أي الخيال على غرار ما صدر عن الممثل الكبير «ألباتشينو» موضحا أن ما جاء في الكليب المذكور يتعلق بفئة معيّنة من الأمنيين ولا يهمّ رجال الأمن الشرفاء. وبخصوص نعته للقضاة وللمحامين بألفاظ سيّئة في الكليب أكّد أنه لم يهنهم إطلاقا مضيفا أنه لا يملك بطاقة فنان وأن تلك الصفة موجودة في جواز سفره وبطاقة تعريفه الوطنية. ماذا قال المحامون؟ وتقدمت هيئة الدفاع عن «ولد الكانز» والمتكونة من الأستاذة سامية عبو والأستاذ مختار الطريفي وعدة محامين وأكدوا أن هذه الأغنية لم يتم بثها في وسائل الإعلام كالتلفزة والرّاديو بل وقع بثها على موقع «اليوتوب» فقط وأكّدوا أنّ أعوان الأمن هم الذين تولّوا التحقيق معه وإيقافه مشيرين إلى أنه كان من الضروري إيجاد هيئة قضائية مستقلة للتحقيق معه حتى تضمن الحيادية في الأبحاث موضحين أن مهمة مغنّي الرّاب هي نقد الواقع مبيّنين أنّ «الجنرال» حوكم أيضا في عهد المخلوع بسبب نقده للمؤسسة الأمنية تماما مثل بعض «المزاودية» الذين نقدوا الواقع في «70 فات» فذكرهم القاضي بأغنية «أرضى علينا يا لميمة رانا موضامين» مؤكدين أن المتهم قام بعمل فنّي لا غير طالبين إنصافه وإرجاع الأمور إلى نصابها والحكم بعدم سماع الدعوى في حقه. ومن جهتها طلبت النيابة العمومية بإقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن المتهم لمدة عامين. وبعد المفاوضة قرّرت المحكمة رفض مطلب الإفراج وتأجيل الحكم في القضية إلى يوم 2 جويلية. مساندة وكان فضاء المحكمة قد سجّل حضورا مكثفا لمغنّيي «الراب» وبعض أصدقاء «ولد الكانز»، وفي تصريح خاص ل«التونسية» أكد «فوريمان» وهو مغنّي راب أنه قدم لمساندة «ولد ال15» مبيّنا أنه مستاء من الحكم الذي صدر ضده. وفي نفس الصدد تدخل «الرابور» «بيجي بي» قائلا: «جئت للدفاع عن حرية التعبير والفكر إن «ولد ال15» أراد إيصال رسالة وهو لا يقصد رجال الأمن الشرفاء الذين يسهرون على أمن البلاد وسلامتها بل قصد رجال الأمن الفاسدين، إن «ولد الكانز» أراد إصلاح المنظومة الأمنية وتطهيرها من هؤلاء لا غير». كما تدخل المغني «بروديسر» وأكّد قائلا: «إنّ الحكومة تريدنا صامتين ولا نعبّر عن الواقع أو ننقده إننا لن نسكت وسنواصل بث رسالتنا المبنية على نقد الواقع وإصلاحه».