تعرض عدد من الاعلاميين أمس خلال تغطية الوقفة الاحتجاجية لرابطات حماية الثورة أمام التأسيسي للمطالبة بتفعيل قانون تحصين الثورة الى اعتداءات لفظية وجسدية من طرف البعض من انصار هذه الرابطات.وقد طالت الاعتداءات كلا من عدنان الشواشي أحد صحفيّي اذاعة تونس الدولية الذي تم تهشيم كاميرا التصوير التي كان يحملها، اضافة الى الصحفية منال الماجري مراسلة اذاعة موزاييك التى كانت بصدد تغطية الاحتجاج حيث تعرضت هي أيضا إلى الاعتداء اللفظي من قبل عناصر من رابطات حماية الثورة، بالاضافة الى إدخال أحد صحفي المشرفين على الموقع الالكتروني لموزاييك أف أم بالقوّة إلى إحدى الخيمات وافتكّاك الكاميرا منه على خلفيّة تصويره لعمليّة اعتداء بالعنف التى تعرض لها الصحفي عدنان الشواشي ومسح شريط الفيديو الذي تحتوي عملية الاعتداء بالعنف. وفي نفس السياق تعرضت الزميلة سعيدة بوهلال، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين إلى اعتداء لفظي وتهجم من النائبة عن حزب حركة النهضة هالة الحامي التى قالت بالحرف الواحد "أين كنتم قبل 14 جانفي،لو تملكين الشجاعة اخرجي لانصار الرابطة الوطنية لحماية الثورة"، مما أدى الى تشنج بعض الصحفيين بعد تصريحات عضو حركة النهضة والمطالبة بضرورة تدخل الرئاسات الثلاث لوقف الاعتداءات ومحاسبة كل المذنبين. وقفة احتجاجية تنديدا بالعنف ومن جهة اخرى بعد الاعتداءات على الصحفيين خارج اسوار المجلس الوطني التأسيسي نفّذ الصحفيون داخل بهو المجلس بوقفة احتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع زملائهم وتنديدا بالاعتداءات المتكررة على الاعلاميين أثناء أداء واجبهم المهني رفعوا خلالها العديد من الشعارات من بينها "لا للعنف ضد الصحفيين"، "حماية الصحفي واجب" وطالبوا الرئاسات الثلاث بالتدخل لوقف نزيف الاعتداءات المتكررة ووضع حد للتجاوزات التى يتعرض لها الصحفيون أثناء أداء واجبهم المهني. تجدر الاشارة ان الوقفة الاحتجاجية للصحفيين داخل بهو التأسيسي وجدت مساندة من نواب الكتلة الديمقراطية والمعارضة، في حين عبّر بعض أعضاء حركة النهضة عن تحفظهم من الادلاء باي تصريح حول الاعتداءات التى طالت الصحفيين أمس أمام المجلس التأسيسي. عريضة استنكار بعد تعرض الاعلاميين الى اعتداءات لفظية وجسدية أصدرت مجموعة من الصحفيين عريضة استنكار جاء فيها ما يلي:" نحن الصحفيون والمصورون والتقنيون من مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية الحاضرون بالمجلس الوطني التأسيسي( 27 جوان 2013)، نستنكر الاعتداء الجسدي واللفظي الذي تعرض له الزملاء عدنان الشواشي (اذاعة تونس الدولية) ونزار الدريدي (جريدة الصباح) ومنال الماجري (راديو موزاييك اف ام) وغيرهم أثناء تغطيتهم الوقفة الاحتجاجية لرابطات حماية الثورة المنتظمة أمام مقر المجلس، حيث عمدت عناصر من هذه الرابطات إلى الاعتداء على الزملاء المذكورين آنفا، ومضايقتهم وتهشيم معدات العمل. كما نندد بشدة بتواصل هذا النزيف الذي يمنع الإعلاميين من أداء واجباتهم المهنية ويحول دون نقلهم المعلومة للرأي العام. وإذ نحمل الرئاسات الثلاث: رئاسة المجلس الوطني التأسيسي ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية مسؤولية تواصل الاعتداءات الممنهجة على الصحفيين، فإننا نطالبها بتحمل مسؤولياتها وإيجاد حل سريع لمثل هذه الممارسات التي تضرب حرية الاعلام في العمق." فتح تحقيق فوري وعلى صعيد اخر وعلى خلفية الاعتداء الذي تعرض له الصحفيون خارج المجلس التأسيسي أمس طالب مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي بفتح تحقيق فوري في حادثة اعتداء أعضاء من رابطة حماية الثورة على الصحفيين امام المجلس التأسيسي داعيا الى حماية الصحفي أثناء أداء واجبه المهني. كماعبّر بن جعفر عن استيائه من حادثة الإعتداء على الصحفي عدنان الشواشي وتهشيم الة التصوير التى كانت بحوزته مؤكدا على ضرورة محاسبة وايقاف المعتدين. وتجدر الملاحظة أن عدد المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية لم يتجاوز على أقصى تقدير المائتي شخص وهو ما قد يكون تسبب في خيبة أمل للمنظمين والمشاركين مما جعل الجو يحمى ويتشنج..ويفضي دون أي سبب واضح إلى الاعتداء على الصحفيين.