شهدت بعض المناطق الريفية بولاية زغوان في الفترة الأخيرة تذمرات وتحركات من طرف الأهالي بسبب فقدان أو نقص الماء الصالح للشراب، تجسمت في توافد عدد منهم على مقرات المعتمديات والولاية مطالبين المسؤولين بضرورة التدخل لتوفير الماء. وتعود أسباب هذا الوضع حسب رئيس دائرة الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بزغوان عمر الخلوي، الى عاملين اثنين يتعلق الأول بعدم برمجتها بمشاريع التنمية الجهوية وثانيهما بسلوكيات بعض المواطنين من خلال الربط العشوائي وعدم خلاص معاليم الماء لفائدة الجمعيات المائية وعمليات التخريب التي تعرضت لها بعض قنوات الربط خصوصا بعد الثورة. وفي رصد لهذه التحركات ومتابعة لجلسات العمل المخصصة لمشاريع التنمية بالجهة، تبين أن معتمدية الفحص هي الأكثر تضررا من نقص الماء بمناطقها، فبالإضافة الى منطقة القصور وسيدي عامر التي استحوذ فيها مواطن على بئر عميقة على ملك الدولة وحرم 541 مواطنا من التزود بالماء، فان مناطق جباس وبوقرنين يعانون نفس الوضع على امتداد السنة حيث عبر عدد منهم عن معاناتهم الشاقة واليومية للحصول على الماء من مناطق مجاورة. وفي المقابل فان تدخل برنامج الأممالمتحدة للتنمية سيمكن حوالي 830 ساكنا من منطقة الشنانفة والمتساكنين المجاورين لهم من التزود بالماء الصالح للشراب خلال هذه الصائفة حسب رئيس دائرة الهندسة الريفية المذكور. دلائل العروس من معتمدية بئر مشارقة لم تكن في معزل عن هذا الوضع حيث يعاني الأهالي من فقدان الماء ولا تبدو الحلول قريبة لعدم برمجتها في مشاريع التنمية السابقة واللاحقة وينسحب هذا الأمر على عدد من المناطق الريفية النائية بالمعتمدية. منطقة الضربانية من معتمدية الناظور والتي أصيب عدد من متساكنيها بالتهابات كبدية جراء المياء الملوثة التي يستعملونها، سيسعفهم تدخل المشروع المندمج بالناظور بتزويد الأهالي بالماء الصالح للشراب، وقد خصص للغرض اعتماد قدره 600 ألف دينار حسب ذكر رئيس المشروع رياض شيادة الذي أكد أن الأشغال ستنتهي في غضون شهر سبتمبر المقبل. وصرح الناصر البراهمي العضو المستقل بالمجلس الوطني التأسيسي بعد لقاء جمعه بوالي زغوان حول هذا الموضوع، أن الأمر يتطلب تدخلا استثنائيا من طرف الحكومة في ظل ضعف الإمكانيات على المستوى الجهوي مضيفا أن احتجاجات المواطنين في هذا الصدد مشروعة ولها ما يبررها.