تعد عمادة الخزازية من المناطق المنسية والمحرومة ولم تجن من التنمية إلا فتاتا أو لنقل بعبارة واضحة معدومة مما جعل المواطن يتكبد مصاعب جمة في حياته اليومية ومن بين أحد المشاكل التي ظلت لعقود متناسية من قبل الأنظمة السابقة مشكلة الماء الصالح للشراب. هناك منطقة سكنية لا ينعم فيها المواطن بأبسط ضرورات الحياة وهو «ماء الشرب»، نعم فسكان الخزازية جفت حناجرهم من كثرة المطالبة بالماء. حاتم الهداجي (ناشط سياسي) أكد للشروق أن اغلب سكان منطقته (الخزازية) يحبّذون الارتباط بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه أفضل بكثير من الهندسة الريفية نظرا للتكلفة والجودة. حيث يعاني 740 عائلة من هذا المشكل ويتزودون من 10 حنفيات عمومية عن طريق «مجمع الحمباز للتنمية» ويتزودوا حاليا بكلفة 800 مي للمتر الواحد زيادة على كلفة الحيوانات المخصصة للغرض.
كما أشار أن الدراسة التي قامت بها مصالح الهندسة الريفية بمعية مكتب دراسات سنة 2008 وكلفتها قدرت 115 مليونا وكان البرنامج بصيغة حنفية لكل عائلة عن طريق نفس الجمعية وبإشراف الهندسة الريفية وقدرت الكلفة التقديرية للمتر الواحد ب450 مي لكن اغلب السكان يرون أن المشروع مسقط ولم يرق لطموحاتنا فرفضوا مبدئيا قبول هذا المشروع بصيغته الأولى وطالبوا بتزويد منازلهم عن طريق الشركة عوضا عن الهندسة الريفية.
بعد مفاوضات طويلة تم إدراج صيغة توافقية تقضي بإنجاز المشروع عن طريق الهندسة الريفية تحت إشراف فنيين على أن تتسلم الصوناد المشروع مباشرة بعد الانجاز حسب قوله. لكن السكان تفاجؤوا بعد صدور مقترح الميزانية التكميلية لولاية القيروان لسنة 2012 بإسقاط هذه الصيغة والرجوع إلى المشروع الأصلي.
باتصالنا بالسيد علي سليمان معتمد القيروان الجنوبية أفادنا أن مشكلة الماء الصالح للشرب ستعالج عن قريب بكامل المعتمدية تقريبا خاصة بمنطقة الخزازية، وأكد أن هناك جلسة تمت بحضور أهالي الجهة وتم التوصل بالتوافق وبالتشاور إلى انطلاق المشروع المقدر قيمته بحوالي مليار ,500 مليون ,المتمثل في ربط المنازل ل750 عائلة بالماء عن طريق الهندسة الريفية حتى يتمتع كافة الأهالي بالماء الصالح للشراب وبعد إنجاز المشروع ستقع «توصية» للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه لإشراف عليه طالما توفرت شروط فيه. وأكد معتمد الجهة أن هناك أطراف معدودة لا يتجاوز عددهم الخمسة أشخاص رافضين هذا الاتفاق المسجل في محضر الجلسة وهذا لا يعيق انطلاق المشروع عن قريب حسب قوله. فهل سيتمتع السكان بالماء الصالح للشرب خاصة وأننا على أبواب فصل الصيف ,قبل شهر رمضان المعظم؟ وهل ستتوفر الشروط بعد إنجازه لتقبله الصوناد؟