قدم الكوميدي التونسي الهادي ولد باب الله عمله المسرحي الجديد "اللمة" على أنه لمة استثنائية بجميع المقاييس نظرا لتفرده بتشريك العنصر النسائي من ناحية على خلاف بقية "اللمات" وذلك من خلال مشاركة هناء شعشوع التي برزت في مشاركاتها الهزلية على قناة التونسية، ولطرافة المواضيع والمسائل المطروحة في هذا العمل الذي يتناول تونس ما بعد الثورة. وقال الهادي ولد باب الله في ذات السياق:" أردت أن تكون هذه اللمة قراءة خاصة للوضع العام في تونس وفي بقية بالعالم ما بعد 2011. فكانت المشاهد عبارة عن إفراز لوضع اجتماعي وسياسي واقتصادي بطريقة فيها من السخرية والضحك ما يشد الجمهور لمدة ساعتين. لأن قمة الجدية والتراجيديا تنقلب إلى ضحك". من «وان مان شو» إلى عرض جماعي كان من مقررا أن يكون هذا العرض المسرحي من نوع "الوان مان شو" حسب ما أفادنا بذلك في حديث سابق صاحبه الهادي ولد باب الله. لكنه قرر تحويله إلى عمل جماعي يشارك فيه ثل من الممثلين من بينهم المسرحي صابر السعيدي وهنا شعشوع. وعلل محدثنا سبب هذا التغيير بما لاحظه من كثرة الأعمال من نوع "الوان مان شو" لذلك خيّر أن يكون العمل في شكل "لمة" شاملة تقدم عمل فني متكامل يعتمد أدوات طرح عصرية على غرار الفيديو من خلال لقطات من المجلس التأسيسي والحكومة أو الموسيقى والتمثيل. وبيّن الهادي ولد باب الله أن عرض "اللمة" وبالاعتماد على مشاهد شاملة لعديد الفنون فيه محاولة لإخراج المواطن التونسي من وجعه وألمه والضغوط اليومية التي يعيشها في نسق ترفيهي متسارع دون السقوط في "الدمغجة" وبالمراهنة على ذكاء التونسي وسرعة بديهته في التعاطي مع المواقف المضحكة. واعتبر تجربته السابقة في "لمة ضحكولوجيا" كانت بمثابة الحافز له ليكون العرض في شكله الحالي. وبيّن أن "ضحكولوجيا" الذي لاقى اقبالا ونجاحا كبيرا على امتداد أكثر من ثلاثة سنوات لم يشهد حضور العنصر النسائي. من جهة أخرى أكد الهادي ولد باب الله أنه من بين الكوميديين التونسيين الذين تضرروا في العهد السابق ولم يحظ إلى حد الآن بالإنصاف أو رد الاعتبار من سلطة الإشراف رغم محاولاته المتكررة في ذات الغرض. وقال في ذات الإطار:" تحادثت مع وزير الثقافة منذ أيام في هذا الموضوع ووعدني بالإنصاف والمساعدة نظرا للمظالم التي تعرضت لها ولكن إلى حد الآن أنا في انتظار تفعيل هذه الوعود". كما يرى هذا الكوميدي أنه آن الأوان لدعم المبدع والفنان التونسي في هذه المرحلة التي لم تتضح فيها بعد رؤية واضحة للمشهد الثقافي لينال نصيبا أكثر مما هو متوفر للفنان والمبدع الأجنبي أنه على يقين بقدرة التونسي على التميز والإبداع إذا ما وجد الظروف والدعم اللازمين. في المقابل عبر محدثنا عن استحسانه للمبادرات الثقافية التي تقوم بها بعض الجهات من أجل إعطاء البعد الثقافي أولوية في المهرجانات الكبرى خاصة على غرار مهرجاني قرطاج والحمامات. واعتبر المسألة على غاية من الصعوبة لعدة أسباب لعل أبرزها أن الجمهور التونسي تعود ذائقة ونمط معينين من العروض ومن المادة الفنية على امتداد عقود فضلا عن البعد التجاري المسيطر على أغلب العروض. أما فيما يتعلق بمشاركته في المهرجانات الصيفية فأكد أنه انطلق في ضبط مواعيده في مهرجانات هذه الصائفة واعتبر نجاح العرض واستحسانه في مصافحاته الأولى في المهرجانات من شأنه أن يفتح مجالات أرحب لترويجه داخل الجمهورية وخارجها.