سألت أحد المسرحيين منذ يومين عن مشاركته في مهرجان أو أسبوع الضحك الذي نظمته احدى المؤسسات الخاصة خلال الاسبوع الماضي، فقال: مهرجان الضحك على من؟ وبقدر ما استغربت من إجابة هذا المسرحي لأنه كان من المشاركين البارزين في المهرجان، اكتشفت في تعليقه كثيرا من الصراحة والغيرة على الفن والثقافة حتى أنه لم يتردد في وصف البعض من زملائه بالجبناء. وكان أول تساؤل يطرحه حول التظاهرة هو: ما الفرق بين برمجة عدد من العروض الكوميدية بنسق مسترسل، وبرمجتها بشكل متقطع أو متباعد من حيث الزمان والمكان! كما تساءل عما اذا كان جمع الاعمال الكوميدية، والفنية وعرضها بشكل مسترسل في فضاء ما، يمكن أن يؤسس مهرجانا. وبتأمل برنامج أسبوع أو مهرجان الضحك، نكتشف أن التظاهرة هي مجرد سوق تجارية لا علاقة لها بالثقافة ولا بالمهرجانات الثقافية، فهي لا تختلف في شيء عن المعارض التجارية مثل شهر الموبيليا وشهر الزربية... ولسائل أن يتساءل: انتهى أسبوع الضحك، فهل تتوقف عروض الكوميديا؟ الاكيد لا فهناك مواعيد كثيرة قادمة للكوميديا في برنامج المسرح البلدي، ومن ينظمها؟ نفس المؤسسة التي نظمت أسبوع أو مهرجان الضحك، فهل ننتظر دورة أخرى في نفس الموسم؟ إن ما يعانيه المسرحيون في السنوات الاخيرة، والمبدعون عموما، هو عدم العثور على مواعيد في برنامج المسرح البلدي نظرا لاحتكارها من قبل مؤسسة تنظيم خاصة واحدة، تشتري وتستورد العروض ثم تبيعها للمستهلك بالسعر الذي تحدده هي. وأحب من أحب وكره من كره! قرأت في احدى الصحف حول عروض مهرجان الضحك أن مسرحية «ميستر ميم» لا تضحك، أي أنها غير كوميدية، وهذا صحيح لان صاحب العمل ذاته، الممثل توفيق العايب قال ان عمله ليس «وان مان شو» كوميدي، ومن ينتظر الفكاهة والضحك، فالافضل أن لا يأتي، ومع ذلك تم حشر العمل في مهرجان الضحك لا لشيء، سوى لكون المنظمين إما لا يعرفون العمل أو يجهلون المسرح، أو أن هدفهم: جمع الاعمال لغاية ملء البرنامج ولا يهم إذا كان العمل كوميديا أو تراجيديا أو مأساة. المهم الاسم التجاري. إن مفهوم المهرجان واضح منذ الاغريق، وحتى إن لم تكن عروضه مجانية فهي على الاقل مخفضة من حيث أسعار التذاكر. أما الاعمال المبرمجة فلابد أن تكون ذات قيمة إبداعية، وليس «حشيش وريش»، وإلا ما الفرق بين المهرجان والعروض التجارية التي تقدم على امتداد العام أو الموسم؟