◄ هولاند يدعو التونسيين للتوافق سيطر الوضع في مصر على الزيارة التي بدأها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس إلى تونس، وهو أمر لم يكن مستبعدا حيث كان "الايليزيه" أشار إلى ذلك قبيل وصول موكب هولاند إلى بلادنا، بالقول أن الرئيس الفرنسي "يستعد بطبيعة الحال للتطرق في تونس إلى تطورات الربيع العربي في سوريا وليبيا ومصر". ولعل أبرز ما لفت الانتباه أن الجانبين التونسي والفرنسي كانا على نفس النغمة لجهة اعتبار أن ما حصل في مصر "فشل سياسي" بعد الإطاحة بما اعتبراه "رئيسا منتخبا بصورة ديمقراطية"، وذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع رئيس الجمهورية منصف المرزوقي والرئيس فرانسوا هولاند أمس بالقصر الرئاسي بقرطاج، والذي استبقه الجانبان بإمضاء جملة من الإتفاقيات الثنائية في عدة مجالات. وقد أعرب الرئيس الفرنسي عن اعتقاده بأنه "لا سبيل في تونس إلا للتوافق"، في إشارة منه إلى أن حالة غياب التوافق السياسي بين الإئتلاف الحاكم والمعارضة حول الدستور مثار قلق. إلا أن تصريحات هولاند لم تخل من عبارات التشجيع والدعم، على غرار اعتبار أن زيارته تونس ليست كزيارة أي بلد آخر، وأن بلاده ستدعم "المسار الإنتقالي" الصعب الذي تعيشه البلاد، وأنه يعلق "آمالا" كبيرة على نجاح تونس في مسار الإنتقال الديمقراطي، وليردد في الأخير أنه لا مفر ومن "الواضح أنه ما من خيار أمامكم سوى النجاح لأنكم مثال ومرجع للكثير من الشعوب العربية". وكما لم يغب عن الحالة التونسية في الإنتقال الديمقراطي، فإن "الأمل" لم يغب أيضا عن خطاب الرئيس الفرنسي حول المستقبل السياسي في مصر، إذ دعا هولاند إلى "بذل كل الجهود" لاعادة اطلاق العملية الديموقراطية في مصر بعد إسقاط الجيش محمد مرسي كما دعا السلطات المصرية الجديدة "إلى بذل كل الجهود لتتمكن (العملية) من الانطلاق مجددا على قاعدة التعددية والتجمع"، أي من دون إقصاء لأي طرف سياسي في مصر، عبر الإسراع في انتخابات جديدة في أرض كنانة. ورأى الرئيس الفرنسي "ما يهم الآن هو ان ينظم الجيش الذي تحمل مسؤولية إسقاط الرئيس المصري المخلوع في أسرع وقت انتخابات في ظروف جيدة". رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي رأى من جهته ان السلطات المنتخبة في تونس لا تواجه خطر "الانقلاب" عليها كما حصل في مصر، لكنه في نفس الوقت رأى أن الإئتلاف الحاكم يجب أن ينتبه إلى توقعات الشعب، مع وجود ما أسماه "فجوة ايديولوجية" بين إسلاميين من جهة وحداثيين من الجهة الأخرى، لكن المعسكرين لا يتقاتلان على خلاف ما هو حاصل في مصر، لذلك فإن تكرار "السيناريو المصري" في تونس مستبعد لعدم وجود مقوماته، حسب رأي المرزوقي، الذي شدد على أن "الجيش التونسي لم يتدخل في الحياة السياسية منذ تأسيسه". ورغم هذا التفاؤل الذي ساد خطابه، فإن الرئيس استدرك دعيا حلفاؤه في الحكم إلى فهم تلك الرسالة القادمة من مصر و"الانتباه" وإدراك أن "هناك طلبات ضخمة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي". وكان المرزوقي قد اعتبر في بداية حديثه ان تدخل الجيش في الحياة السياسية في مصر أمر مرفوض وحث السلطات على تأمين السلامة الجسدية للرئيس الإخواني السابق محمد مرسي الذي أطاح به الجيش. وأضاف "نحن ننظر بقلق إلى ما يجري في مصر من اعتقالات في صفوف الاعلاميين والسياسيين". واعتبر على خطى هولاند "انه فشل عندما يطاح برئيس منتخب ديموقراطيا". اتفاقيات تعاون وقد عقد رئيسا الدولتين محادثة بقصر قرطاج تناولت -حسب البلاغ الاعلامي لرئاسة الجمهورية - واقع التعاون والشراكة بين تونس وفرنسا في المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وآفاق تطويرهما والارتقاء بهما إلى مستوى تطلعات الشعبين الصديقين. وكانت المحادثة وفق المصدر نفسه مناسبة تعرف خلالها الرئيس الفرنسي على سير مسار الانتقال الديمقراطي في تونس. والخطوات التي قطعتها البلاد لانجاح هذا المسار سيما على طريق صياغة دستور جديد. وتم على هذا الأساس توقيع عدد من اتفاقيات التعاون التونسية الفرنسية في عديد القطاعات: 1/بروتوكول مالي يتعلق بهبة لتمويل دراسة تحديد الاحتياجات الخاصة بمشروع اقتناء وتركيز تجهيزات تأمين سلامة المنافذ البحرية والبرية للموانى التونسية. 2/ بروتوكول مالي يتعلق بقرض لتمويل انجاز مشروع تأمين سلامة المنافذ البحرية والبرية للموانى التونسية. 3/ بروتوكول مالي يتعلق بهبة لتمويل دراسة انجاز مشروع تجديد شبكة السكك الحديدية الرابطة بين صفاقس وقفصة وقابس. 4 بروتوكول مالي يتعلق بقرض لتمويل انجاز مشروع تجديد شبكة السكك الحديدة الرابطة بين صفاقس وقفصة وقابس. 5/ بروتوكول مالي يتعلق بقرض لتمويل توريد العربات في إطار مشروع الشبكة الحديدة السريعة لتونس. 6 ترتيب إداري في مجال الوظيفة العمومية والتنمية الإدارية. 7/ اتفاقية شراكة "هوبار كوريان" المغرب العربي 8/ اتفاقية شراكة بخصوص مراكز امتحانات شهادة الدراسات في اللغة الفرنسية بالجامعات التونسية. 9/ تفاهم حول التعاون في مجالات الفلاحة والتنمية الريفية والصناعات الغذائية. 10/ ملحق للبروتوكول المالي الموقع في 23 أفريل 2009 والمتعلق ببرنامج تأهيل المؤسسات والصناعات الصغرى والمتوسطة. 11/ اتفاقية تمويل بين وزارة التنمية والتعاون الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية تتعلق بقرض لتمويل مشروع إعادة تهيئة وإدماج الأحياء السكنية. 12/ اتفاقية تمويل بين وزارة التنمية والتعاون الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية تتعلق بمنحة لدعم قدرات تنفيذ مشروع إعادة تهيئة وإدماج الأحياء السكنية. 13/ اتفاقية تمويل بين وزارة التنمية والتعاون الدولي والوكالة الفرنسة للتنمية تتعلق بقرض لتمويل مشروع تزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب 14/ اتفاقية تفويض للموارد المالية للإتحاد الأوروبي لفائدة الوكالة الفرنسية للتنمية. 15/ إعلان نوايا بين وزارة التكوين المهني والتشغيل والوكالة الفرنسية للتنمية لمواصلة الشراكة الثنائية في مجالي التكوين المهني والتشغيل. 16/ إعلان نوايا من أجل تعاون جديد في مجالي الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية 17/ إتفاقية تمويل بين مؤسسة "تيسير" والوكالة الفرنسة للتنمية تتعلق بإنشاء مؤسسة "تيسير" للتمويلات الصغرى في الوسط الريفي. 18 عقود تجارية تتعلق بتعاون صناعي بين مؤسسة "سيفاكس" للطيران ومؤسسات "سافران" و"تلنات و"ألتران".