أشرف رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيس الجمهورية الفرنسية ''فرنسوا هولاند''، اليوم الجمعة 5 جويلية، على اختتام المنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بحضور رئيسة الاتحاد وداد بوشماوي ووزراء في الحكومتين التونسية والفرنسية وأصحاب مؤسسات من الجانبين، وقد تم التوقيع خلال اللقاء على جملة من اتفاقيات الشراكة بين مؤسسات تونسية وفرنسية للاستثمار في إفريقيا. وأعلن هولاند قرار بلاده تحويل الديون التونسية لدى فرنسا والتي تبلغ أكثر من 60 مليون دينار، إلى برامج استثمارية ومشاريع تنمية لتشجيع رجال الأعمال الفرنسيين على مزيد الاستثمار في تونس في إطار التعاون الذي تسعى فرنسا إلى تقديمه إلى الاقتصاد التونسي، وأكد هولاند أن الخارجية الفرنسية تعمل في الفترة الأخيرة على دعم السياحة التونسية وذلك من خلال والإشارة على صفحتها الرسمية إلى أهم المناطق التونسية التي يمكن زيارتها. وأشار الرئيس الفرنسي إلى القطاعات التي ستكون من ضمن الشراكة التونسية الفرنسية على غرار القطاع الزراعي إذ وقع كل من وزير الفلاحة التونسي ووزير الاقتصاد الفرنسي على اتفاقية شراكة للرفع من نوعية المنتوجات، وقطاع تكنولوجيا الاتصال والطاقات المتجددة إذ يعتبر أن مستقبل تونس في هذا المجال، مبينا أن ثلث الصادرات التونسية موجهة إلى فرنسا إذ تبلغ حوالي 4 مليارات أورو وأن فرنسا تريد أن تحافظ على مكانتها في الاستثمار في تونس باعتبار أن عدد المؤسسات الفرنسية المنتصبة في تونس يبلغ حوالي 1300 مؤسسة تشغل حوالي 125 ألف شخص. وجدد فرنسوا هولاند تأكيده على مساندة فرنسالتونس خاصة في فترة التحول الديمقراطي التي تشهدها منذ اندلاع ثورة 14 جانفي، مشيرا إلى أن فرنسا ستدعم تونس نحو التطور الإيجابي في كل المجالات اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لتبقى دائما الشريك المميز بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال هولاند إن فرنسا ملتزمة بوضع كل قواها لتعطي تونس كل ما تستحقه المرحلة الانتقالية من تعاون ومساندة لتنجح تونس في ثورتها وستكون دائما إلى جانب كل من يقاوم من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة والاجتماعية، مؤكدا أن الوضع في تونس في هذه المرحلة الانتقالية التي تشهدها عديد البلدان العربية أفضل منه في مصر وليبيا. وقال رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي إن تونس تنوي إعطاء اقتصاد السوق كل الفرص لكي يساهم في تنمية البلاد من خلال الإصلاحات التي انطلقت فيها الدولة في هذا المجال والتي دخلت حيز التنفيذ منذ فترة بعدد من المشاريع الخاصة والعمومية والتعاون في مجال الطاقة بين القطاعين الخاص والعام واستهداف الاستثمار للقطاعات الأكثر فاعلية كقطاع الاتصال والطاقات المتجددة والنقل والصناعات الكهربائية. ومن جانبها، شددت رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي على أن تونس تراهن على منافسة مؤسساتها وعلى نجاحها في بناء اقتصاد صلب وقوي سيكون نجاحا لكل الأصدقاء الذين يرافقونها في المسار الاقتصادي وعلى رأسهم فرنسا، مشيرة إلى أن الامضاء على عدد من الاتفاقيات وورشات الأعمال التي انعقدت بين رجال أعمال ووزراء من الحكومتين الفرنسية والتونسية سيكون حجة ملموسة فيما يتعلق بالتنمية.