هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي يجتمع مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عبد مناف، يكنى أبا عبد الله وأبا عمر وكنيتان مشهورتان له وأبو عمرو أشهرهما ولد في السنة السادسة بعد الفيل أمه أروى بنت كريزين ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الخليفة الثالث (644655) يلقب بذي النورين لأنه تزوج من ابنتين من بنات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، تزوج أولا من رقية فتوفيت خلال غزوة بدر، فتزوج بعدها من أختها أم كلثوم، وعثمان أموي من فرع أبي العاصي، كان من السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وإلى المدينة وهو من الستة الذين توفي الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راض، نشأ في سعة من العيش وكان سمح النفس، فبذل الكثير من ماله في سبيل الإسلام، فأنفق في شراء بئر ماء للمسلمين من يهودي بالمدينة، وفي التجهيز لغزوة تبوك، وفي شراء أرض للمسجد كان من أعضاء الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب الخلافة فيهم، فاختير خليفة سنة 644، توسع المسلمون إبان حكمه إلى الشرق، كما استولوا على قبرص في الغرب، قامت ضده معارضة قوية انتهت بالثورة عليه وقتله، وأسباب الثورة متنوعة فهناك أسباب سياسية، ودينية، واقتصادية، اتهم بمحاباته لأقربائه، بتعيينهم في مختلف الوظائف وبمخالفة الدين بإحراقه المصاحف كلها ما عدا المصحف الذي أمر بتعميمه، فأثار بعمله هذا الكوفيين على الخصوص ثار أهل الأمصار لسخطهم على ولاته، لشعورهم بأنهم حرموا من الأراضي التي افتتحوها، والتي كان يرى بعضهم ضرورة قسمتها بينهم والواقع أن عثمان لم يكن مسؤولا عن كل ما اثار عليه سخط تلك الفئات، ولكنه كان متسامحا متساهلا، تعوزه شخصية عمر القوية، فذهب ضحية لضعفه وللظروف التي لم تكن من صنعه بدأت الثورة عليه في العراق حيث طلب أهل الكوفة عزل واليهم سعيد بن العاصي، فعزله عثمان وولي موسى الأشعري أحد معارضيه وألّب الناس عليه في مصر محمد بن حديفة، وربما كان لعمر بن العاص تأثير في موقف أهل مصر انفجرت الثورة في 655 حين قدم إلى المدينة وفد من مصر، فنجح عثمان في اقناعهم بعد أن وعدهم بتلبية طلباتهم ولكنهم عادوا إلى المدينة مدعين أن رسالة وقعت في ايديهم كانت مرسلة من عثمان إلى واليه في مصر يأمره فيها بقتل زعمائهم وطلبوا من الخليفة أن يستقيل فرفض فحاصروه وقتلوه سنة 655، وكان مقتله أول صدع خطير في صفوف المسلمين (انظر الموسوعة العربية الميسرة) وغيرها من كتب السيرة وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أحرق عثمان المصاحف بعد نسخ ما هو موجود عند حفصة وما وقع جمعه وحصر القرآن في المصحف العثماني «لو لم يصنعه هو لصنعته أنا فجزا الله عثمان عن الأمة خير الجزاء فقد أحسن وبرّ فيما صنع وكان له فضل في رد الناس إلى قراءة واحدة كفضل أبي بكر في جمع القرآن. ومن مآثره ترتيب الطعام في شهر رمضان لأهل المدينة وإقامته دور الضيافات في الكوفة، كما روى ذلك الطبري، وكذلك اقطاعه الأرضين التي جلا أهلها عنها للعرب لكي يعتملوا فيها، ويعمروها كما في فتح كرمان ومن مآثره اتخاذ دار القضاء كما يظهر في رواية ابن عساكر عن أبي صالح مولى العباس قال «أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتيته في دار القضاء.. إلى آخر الحديث، فإذا صح فيكون عثمان هو أول من اتخذ في الإسلام دار القضاء، وقد كان الخليفتان قبله يجلسان للقضاء في المسجد كما هو مشهور، نقل السيوطي عن الأوائل للعسكري، إن عثمان أول من أقطع القطائع، وأول من حمى الحمى، وأول من خفض صوته بالتكبير، وأول من خلق (نقش) المسجد، وأول من أمر بالآذان الأول في الجمعة، وأول من رزق المؤذنين، وأول من ارتج عليه (من الخلفاء) في الخطبة، وأول من قدم الخطبة في العيد على الصلاة وأول من فوّض إلى الناس اخراج زكاتهم، وأول من ولي الخلافة في حياة أمه، وأول من اتخذ صاحب شرطة، وأول من اتخذ المقصورة في المسجد (المشهور أن أول من اتخذها معاوية) وأول ما وقع الإختلاف في زمانه بين الأمة فخطأ بعضهم بعضا) في أشياء نقموها عليه وكانوا قبل ذلك يختلفون في الفقه ولا يخطئ بعضهم بعضا هذا ما نقله السيوطي من أوائل العسكري وزاد عليه أنه أول من هاجر إلى الله بأهله، وأول من جمع الناس على حرف واحد في القراءة، وقد كتب الكثير عن الفتنة الكبرى التي وقعت في عهده وذهب ضحيتها