أنقذ طاقم مركب صيد تونسي فجر أمس ما لا يقل عن 83 مهاجرا غير شرعي من أصول إفريقية وآسيوية قبالة سواحل جرجيس بعد سبعة أيام من إبحارهم خلسة من شاطئ زوارة الليبية ومواجهتهم للأخطار بسبب خلل في المحرك. وقال مصدر أمني مطلع في اتصال مع"الصباح" إن طاقم مركب صيد تونسي كان يباشر عمله قبالة سواحل جرجيس تفطن لنداء استغاثة أطلقه عشرات "الحارقين" فلبى نداء الواجب وأغاثهم قبل أن يتصل بأعوان الحرس البحري ويتم نقل الناجين إلى ميناء الصيد البحري بجرجيس أين تلقوا الإسعافات اللازمة قبل نقل أحدهم إلى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية فيما نقل البقية إلى مركز إيواء ببن قردان في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم بالتنسيق مع السلطات الليبية أو المصالح القنصلية لبلدانهم إن كانت موجودة بتونس. وحسب نفس المصدر فإن ثمانين شخصا بينهم 12 إمرأة إحداهن حامل(وضعت مولودها بعد عملية الإنقاذ) ورضيع في ربيعه الثالث يحملون جنسيات ست دول إفريقية وآسيوية وهي إيريتريا(69) والصومال(5) والسودان(4) وباكستان(3) وأثيوبيا(1) وسوريا(1) أبحروا من شاطئ زوارة بليبيا خلسة قبل نحو أسبوع باتجاه جزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الإيطالي ولكن بعد فترة وجيزة من الإبحار تعطب المحرك وأصبح مصير"الحارقين" على كف البحر إذ ظلت تتقاذفهم الأمواج حتى بلغوا سواحل جرجيس بعد نحو 160 ساعة قضوها في ظروف صعبة تحت أشعة الشمس الحارقة. وأكد مصدرنا أن"الحارقين" طلبوا النجدة مرارا من بعض البواخر والسفن المارة إلا أن طواقمها رفضوا التوقف لنجدتهم، إلى أن تفطن طاقم مركب صيد تونسي لوجودهم فأنقذهم. يذكر أن معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن اثنين من"الحارقين" نزلوا إلى البحر في محاولة لدفع المركب إلا أنهما غرقا فيما يتردد أن عدد الحارقين أثناء عملية الانطلاق بلغ 92، ولكن مصدرنا لم يؤكد الرقم.