شهدت نهاية الأسبوع الفارط عودة لنشاط "الحراقة" بعد إجازة لم تتجاوز اليومين بفعل سوء الاحوال الجوية... هذه العودة اقترنت بوقوع فاجعة بحرية أخرى قبالة سواحل قلعة الاندلس من ولاية أريانة وإحباط المصالح الأمنية لعدة عمليات إبحار خلسة إضافة لإنقاذ مائة "حارق" من موت محقق بعد تعطب مركب كانوا يستقلونه في الاعماق. وذكرت مصادر امنية مطلعة ل"الصباح" أن نحو 27 شابا أبحروا في الليلة الفاصلة بين يومي 6 و7 أفريل الجاري من شاطئ قلعة الأندلس نحو السواحل الإيطالية ولكن على بعد عشرة أميال وقعت الفاجعة التي حولت أحلام البعض في الثراء السريع إلى مجرد أوهام وكوابيس فيما أنهت حياة آخرين، إذ غرق المركب وهو ما تسبب في فقدان 12 مشاركا فيما ظل 15 آخرين متشبثين ببقايا المركب إلى ان تفطنت المصالح الأمنية للواقعة وتمكنت من إنقاذ 15 مشاركا والعثور يوم أمس الاول على جثتين بالقرب من مسرح الواقعة. وحسب ذات المصدر فإن الجثتين تعودان لشابين أحدهما من مواليد 1987 والثاني يصغره بسنة واحدة، وقد أذنت المصالح القضائية لأعوان الحرس البحري بحلق الوادي بالبحث في ملابسات الفاجعة وتحديد المسؤوليات وإيقاف الجناة من منظمين ووسطاء. إلى ذلك أنقذت الوحدات الأمنية للمنطقة البحرية بجربة يوم السبت الفارط 100 حارق من موت محقق وتفادت بالتالي فاجعة بحرية أخرى نحن في غنى عنها. وحسب مصدر أمني فإن المائة شخص شاركوا في عملية اجتياز الحدود خلسة انطلاقا من أحد شواطئ جرجيس باتجاه جزيرة لمبدوزا ولكن على بعد سبعة أميال تعطب المركب وبات الجميع على كف البحر تتقاذف الامواج أحلامهم المزعومة إلى أن تمت نجدتهم وإدخالهم إلى ميناء جرجيس.
إيقاف 22 "حارقا" ليبيا
وفي سواحل بن قردان أحبطت المصالح الأمنية البحرية عمليتي اجتياز الحدود خلسة أوقفت إثرهما 22 ليبيا اعترفوا بانطلاقهم من شاطئ زوارة وقد تم تسليمهم للمنظمة الدولية للهجرة بمخيم الشوشة التي أعادت 10 منهم إلى بلدهم عبر نقطة العبور براس جدير فيما احتفظ بالبقية لعدم استظهارهم بجوازات سفرهم.
ضبط 73 سيارة ليبية "حارقة"
قالت مصادر أمنية مطلعة ان ما لا يقل عن 73 سيارة ليبية إضافة إلى سيارة إسعاف "حرقت" إلى تونس عبر منطقة عين البقرة بأحواز الذهيبة تبين أن 345 شخصا كانوا على متنها، كما ضبط 13 آخرين بينهم 11 نيجيريا حرقوا مترجلين عبر نفس المنطقة ودون العبور عبر النقاط المفتوحة بصفة قانونية، وحسب ذات المصدر فإن من بين هؤلاء ثلاثة أنفار عثر بحوزتهم على كمية من المواد المخدرة تزن نحو 15 غراما قبل تسليمهم للجيش. وفي المحرس أحبطت مصالح الحرس البحري عملية اجتياز الحدود خلسة أوقفت إثرها 60 شخصا، وفي صفاقس ألقى المحققون القبض على شاب في الثالثة والعشرين من عمره داخل الميناء التجاري كان يخطط للتسلل إلى إحدى البواخر للحرقان نحو أوروبا. وفي الشابة ألقى أعوان الحرس البحري القبض على إيفواري تبين أنه قدم للجهة رفقة خمسة إيفواريين آخرين وثلاثة تونسيين للمشاركة في عملية إبحار خلسة، وقد تم حجز مركبي صيد وكمية من المحروقات ومواد غذائية. وفي جرجيس لفظ البحر جثة متعفنة يرجح أنها لأحد الحارقين وقد أودعت بمصلحة الطب الشرعي لتحديد هوية صاحبها. وفي أريانة ألقى أعوان الأمن القبض على خمسة أنفار كانوا على متن سيارة تبين انهم خططوا للمشاركة في "حرقة" انطلاقا من شاطئ رأس الجبل غير أنهم تعرضوا للتحيل بعد أن اختفى المنظم.