دورة انتخابية أخرى يوم الاثنين لاستكمال تركيبة الهيئة.. والثلاثاء انتخاب الرئيس في ظل مخاض عسير وتجاذبات مفضوحة بين نواب حركة النهضة ونواب المعارضة تواصلت عملية انتخاب أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات طيلة يومين وليلة بالتصويت السري في دورات متتالية وصلت مساء أمس إلى الدورة الخامسة دون بلوغ الهدف المطلوب إذ تم انتخاب 8 اعضاء على تسعة، وينتظر تنظيم دورة انتخابية موالية يوم غد الاثنين وفي صورة التوصل إلى النتائج المرجوة سيتم انتخاب رئيس الهيئة يوم الثلاثاء القادم.. ويتركب مجلس هذه الهيئة إلى حد الآن من لمياء الزرقوني حرم الأسود (قاضي عدلي) ومراد بن مولى (قاضي اداري) وكمال بن مسعود (محام) ونبيل بفون (عدل تنفيذ) ومحمد شفيق صرصار (أستاذ جامعي) ورياض بوحوشي (مهندس مختص في مجال المنظومات والسلامة المعلوماتية) وخمائل فنيش (مختصة في الاتصال) وفوزية الدريسي (ممثلة عن التونسيين بالخارج)، وتعذر خلال الدورات الانتخابية الخمس حصول أحد المترشحين في اختصاص المالية العمومية على العدد المطلوب من الأصوات. وللتذكير فقد انتهت الدورة الانتخابية الأولى بفوز 5 أعضاء فقط وهم نبيل بفون عن اختصاص العدول (175 صوتا) ومراد بن مولى عن اختصاص القضاة العدليين (167 صوتا) ومحمد شفيق صرصار عن اختصاص الأساتذة الجامعيين (166 صوتا) وخمائل فنيش المختصة في الاتصال (157 صوتا) ورياض بوحوشي عن اختصاص مهندس في مجال المنظومات والسلامة المعلوماتية (157 صوتا). وخلافا لما كان متوقعا لم يفز المحامي كمال بن مسعود على غرار الجامعي شفيق صرصار في هذه الدورة الأولى، وهو ما جعل الدورة الانتخابية الموالية أعسر بكثير من الأولى، نظرا لسقوط التوافقات التي دبّرت في الكواليس في الماء، وكان ترشح الرجلين موضوعا خلافيا داخل لجنة فرز الترشحات تواصل عدة أسابيع بين نواب كتلة حركة النهضة ونواب المعارضة، إذ تشبث نواب المعارضة بكل قوة بالمترشح شفيق صرصار في حين تمسك نواب النهضة بكمال بن مسعود.. وبعد الاعلان عن نتيجة الدورة الأولى ليلة أول أمس، انتظمت الدورة الانتخابية الثانية خلال نفس الليلة، ولم يفز هذه المرة إلا المحامي كمال بن مسعود الذي أحرز على (155 صوتا) بعد أن كان قد أحرز 140 صوتا خلال الدورة الأولى وهو ما لم يؤهله للفوز، وكان 145 صوتا لأن انتخاب الأعضاء التسعة لمجلس الهيئة الانتخابية وفق ما ينص عليه القانون المتعلق بها يجب أن يكون بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس الوطني التأسيسي. ونظرا لصعوبة التوافق على بقية المترشحين من اختصاصات القضاة العدليين والمالية العمومية وممثلي التونسيين بالخارج تواصلت الجلسة المخصصة للدورة الثالثة إلى الثانية بعد منتصف الليل، ثم رفعت لتستأنف صباح أمس بالمرور مباشرة إلى عملية التصويت التي تلاها الفرز. وانتهت هذه الدورة إلى أشبه ما يكون بالانفجار وكشف كل ما دبر بليل للعيان، فعندما لم تسفر هذه الدورة عن نجاح كل المترشحين عن بقية الاختصاصات واقتصر الأمر على فوز فوزية الدريسي الممثلة عن التونسيين بالخارج باحرازها على 153 صوتا، بدا الابتهاج واضحا على ملامح نواب النهضة، في حين غضب نواب المعارضة، وثارت ثائرة النائب المنجي الرحوي وبين أنه يشتم عدم الاستقلالية في الهيئة الانتخابية القادمة والنهضة هي السبب، وردد النائب وهو على حالة شديدة من التوتر: (انتم نواب النهضة لا عهد ولا ميثاق.. ما "عندكمش" كلمة سيسقط هذا المجلس ورحمة أمي سيسقط، وأنتم السبب) .. وفي المقابل توتر بعض نواب من كتلة حركة النهضة نتيجة ردة فعل الرحوي إذ هدده النائب عادل عطية وطالبه بالصمت.. وأمام بوابة قاعة الجلسة العامة سقطت الأقنعة، وقالت نائبات من كتلة النهضة لنواب من المعارضة: "أنتم من بدأتم بنقض العهد، فلماذا أنتم الآن غاضبون؟ نسيتم ماذا كانت نتيجة التصويت في الدورة الأولى؟". ورفض الرحوي في الدورة الانتخابية الرابعة التصويت، وعبر عن هذا الموقف بصوت مرتفع. وندد النائب المنصف شيخ روحو وكان بدوره على حالة شديدة من التوتر بما وصفه انتهاك سرية الاقتراع من قبل المراقبين الموجودين في الشرفة المطلة على قاعة الجلسات العامة. ولم تسفر الدورة الانتخابية الخامسة أيضا عن فوز أي مترشح عن اختصاص المالية العمومية وهم (البرني العامري ورجا الحناشي وعبد الخالق بوجناح ووفاء خواجة). وعبر الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي عن أمله في التوفق يوم الاثنين في انتخاب أحد هؤلاء المترشحين وطمأنة الشعب. وفي ما يتعلق بانتخابات رئيس الهيئة فإن المسألة لم تحسم بعد ولم تتضح الرؤية وإن عبر الاستاذ بن مسعود أنه مبدئيا سيترشح للرئاسة ولكنه لا يؤكد ذلك إلا بعد ان يكتمل مجلس الهيئة ويتابع نوايا الترشح.