بعد تقديم المحامي كمال بن مسعود استقالته من مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس إلى لجنة الفرز، ستكون الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي التي ستنعقد صباح اليوم بقصر باردو جلسة حاسمة وصعبة، إذ كان من المنتظر تخصيصها لانتخاب العضو التاسع لهذه الهيئة عن اختصاص المالية ثم لانتخاب الرئيس لكن هبت الرياح عكس ما انتظره ربان السفينة. وبعثرت هذه الاستقالة التي جاءت قبل الأوان الأوراق أكثر مما هي مبعثرة. وللاشارة فإن الجلسة العامة للمجلس المنعقدة صبيحة أمس والمخصصة لمواصلة انتخاب أعضاء مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم تسفر عن أية نتيجة، ولم تنته الدورة الانتخابية السادسة إلى فوز أي مترشح عن اختصاص المالية العمومية وهو الاختصاص الوحيد الذي لم يتوفق النواب إلى اختيار مرشح عليه طيلة الدورات الانتخابية السابقة المنتظمة تباعا يوم الجمعة وليلة السبت ويوم السبت ويوم الاثنين، ويرجع هذا الفشل في التصويت على العضو التاسع إلى الخصومة التي نشبت بين نواب النهضة ونواب المعارضة وخاصة النائب المنجي الرحوي بسبب عدم احترام العهود التي تمت في الكواليس بين الطرفين. وشارك في الدورة الانتخابية السادسة 171 نائبا وأحصت لجنة الفرز ورقتين بيضاوين، وبلغ عدد الأصوات التي أحرزت عليها المرشحة وفاء خواجة وهي الأوفر حظا للفوز 131 صوتا في حين بلغ عدد الأصوات التي أحرز عليها البرني عامري 37 ورجا الحشاني 0 وعبد الخالق بوجناح 1. وأمام هذا الفشل الذريع في انتخاب العضو التاسع لمجلس الهيئة الانتخابية قررت محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي التي ترأست الجلسة دعوة رؤساء الكتل وممثلي النواب غير المنتمين إلى جلسة مغلقة بهدف التوافق. وبعد هذه الجلسة التي استمرت وقتا طويلا، استأنفت الأشغال لتعلن العبيدي عن تأجيل الدورة الانتخابية إلى صباح اليوم وذلك بطلب من رؤساء الكتل الراغبين في مزيد التوافق. وأبدى النائب هشام حسني إثر هذا اللقاء رفضه لتوصية العبيدي لهم بدخول الدورة الانتخابية السابعة وهم ضامنون احراز المترشحة وفاء خواجة على 145 صوتا يمكنها من الفوز واعتبر هذه الطريقة تعيينا وطالب بمواصلة تنظيم الدورات الانتخابية تباعا إلى حين بلوغ النتيجة المطلوبة. غيابات وأفادت النائبة سلمى بكار (الكتلة الديمقراطية) أن رؤساء الكتل وغير المنتمين خيروا تأجيل الدورة الانتخابية السابعة إلى صبيحة اليوم نظرا لتسجيل عدد هام من الغيابات من مختلف الكتل بسبب عدم التحاق العديد من نواب الجهات بالمجلس. وهو ما لا يسمح بانتخاب المترشحين بأغلبية الثلثين (145صوتا). كما لم تكن هناك امكانية لانتخاب رئيس للهيئة. وينتظر أن يواصل المجلس اليوم انتخاب بقية أعضاء مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد النظر في مطلب استقالة المحامي كمال بن مسعود والتوافق حول كيفية تعويضه، ليتم بعد ذلك ترتيب المترشحين المحرزين على أصوات أغلبية الثلثين من الأعضاء ترتيبا تفاضليا بحسب عدد الأصوات المتحصل عليها. ونظرا لأنه تم انتخاب عضوين من بين أعضاء الهيئة المركزية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات السابقة وهما مراد بن مولى ونبيل بفون، فلن يقع الالتجاء إلى دورة انتخابية أخرى لاختيار عضوين مثلما نص عليه الفصل 35 من القانون المنظم للهيئة. وللتذكير فإن الانتخابات أسفرت إلى حد الآن إلى انتخاب: قاضي عدلي : لمياء الزرقوني حرم الأسود (156 صوتا) قاضي اداري : مراد بن مولى (167 صوتا) محام: كمال بن مسعود (155 صوتا) (قدم استقالته إلى لجنة الفرز) عدل تنفيذ: نبيل بفون (175 صوتا) أستاذ جامعي : شفيق صرصار (166 صوتا) مهندس مختص في مجال المنظومات والسلامة المعلوماتية : رياض بوحوشي (157 صوتا) مختص في الاتصال: خمائل فنيش (157 صوتا) مختص في المالية العمومية: (ليس بعد) ممثل عن التونسيين بالخارج: فوزية الدريسي (153 صوتا) وإضافة إلى المحامي كمال بن مسعود الذي ترشح للرئاسة ثم قدم استقالته، أفادت النائبة سلمى بكار أن القاضي العدلي لمياء الزرقوني والقاضي الاداري مراد بن مولى وعدل المنفذ نبيل بفون والأستاذ الجامعي شفيق صرصار ترشحوا أيضا لمنصب الرئيس. وينتخب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الجلسة العامة من بين المترشحين من الأعضاء التسعة المنتخبين، في دورة أولى بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس. وإذا لم يتحصل أي من المترشحين على هذه الأغلبية في الدورة الاولى يتم التصويت في الدورة الثانية بنفس الاغلبية للاختيار من بين المترشحين الاثنين المحرزين على أكبر عدد من الاصوات في الدورة الاولى. اما نائب الرئيس فيتم اختياره خلال الجلسة الاولى لمجلس الهيئة بالتوافق وإن تعذر يتم انتخابه بالأغلبية المطلقة للأعضاء. ◗ سعيدة بوهلال
احتجاجا على اعتراض البعض توليه رئاسة الهيئة: كمال بن مسعود يقدم استقالته من عضوية الهيئة علمت "الصباح"ان الأستاذ كمال بن مسعود قدم امس استقالته للجنة الفرز لعضوية الهيئة المستقلة للانتخابات. وقد أكدت النائبة نجلاء بوريال في تصريح ل"الصباح" صحة خبر الاستقالة. واعلن بن مسعود الفائز في الانتخابات أنه قدم استقالته من عضوية الهيئة بسبب ما عبر عنه ب الاعتراض على توليه رئاسة الهيئة. وقال في تصريح ل /وات/ أنه "قدم الاستقالة وهو لن يتراجع عنها طالما تواصل الاعتراض على توليه منصب رئاسة الهيئة." وباستقالة بن مسعود ستضطر الجلسة العامة الى تمديد أشغالها حول انتخاب أعضاء الهيئة. ورجحت بوريال ان يتم اما اللجوء الى انتخاب عضو عن المحامين عوضا عن بن مسعود من المترشحين الثلاث الباقين، وهم: بسمة الورغي، سوسن العتروس، عبد الكريم راجح. او توافق لجنة الفرز على مرشح جديد.