أتت "ام جميل" حمالة الحطب، حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها في القرآن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وفي يدها حجر كبير، فلما رآها أبو بكر الصديق بكى "فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائه فأخبره. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعها فانها لن تراني" فلما دنت أخذ الله ببصرها عن رسول الله، فلا ترى الا أبا بكر، فقالت له: "يا أبا بكر ! أين صاحبك محمد فقد بلغني انه يهجوني"وامرأته حمالة الحطب وفي جيدها حبل من مسد" (المسد آيتان 4 5) وأول آية منها "تبت يدا أبي لهب وتب" (المسد آية 1). ومما ذكره القرطبي في تفسيره عندما سأل أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما تراها رأتك؟" قال "ما ٍرأيتني لقد أخذ الله بصرها عني"... وأبو لهب اسمه: عبد العزى وهو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وامرأته العوراء أم جميل أخت أبي سفيان بن حرب وكلاهما كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والشّدّى عن هذه المرأة كانت تمشي بالنميمة بين الناس فقال بعض الشعراء عن النميمة: "ان النميمة نارويك محرقة ففر عنها وجانب من تعاطاها" ما تحدث به نفسك عقب فتح مكة مر الرسول صلى الله عليه وسلم بفضالة بن عمر بن الملوم الليثي وهو عازم على الفتك به. فقال له: "ما تحدث به نفسك؟" قال: "لا شيء، كنت أذكر الله عز وجل" فضحك النبي صلوات الله عليه ومكقال "أستغفر الله لك" ووضع يده على صدره. فكان فضالة يقول: "والله ما رفع رسول الله يده عن صدره حتى ما أجد على ظهر الارض أحب الي منه". ان ضحك النبي صلى الله عليه وسلم يكشف الغطاء عن السر الباطني لفضالة بن عمير بن الملوم الليثي وهو الفتك نجاتم المرسلين ولكن بأسلوب المعاملة الحسنة التي سلكها النبي عليه الصلاة والسلام مع فضالة بن عمير بن الملوم الليثي غير نيته من الفتك بسبب الكراهية الى الحب العميق بمشيئة الله تعالى.