كثير من الناس لم ينضبطوا بنواهي خالقهم فتكون عاقبة اقوالهم او افعالهم الخسران المبين. فالله تعالى ينهي «وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ» (القلم آيتان 10-11) « لقد نهى الله عن طاعة الهماز الطعان العياب المغتاب، الذي يمشي بين الناس بالوشاية والافساد لانه باعث الفتن وزارع الاحن ومقطع الصلاة، ومفرق الجماعات، يجعل الصديقين عدوين، والاخوين اجنبيين، والزوجين متنافرين، والولد حر بالابيه والاب ضد لبنيه فهو غراب بين ونذير شر، وحمال حطب، ومشغل لهب، فكانت طاعته حراما ونهيه لزاما، فاياك ان تأخذ قوله مسلما وترتب عليه عداء وتخاصما فانه فاسق وقد امرنا الله بالتثبت في خبره والتحري عن صدقه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى? مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (الحجرات آية 6) فان كنت مؤمنا كريما فلا تشغل نفسك بحديث الانماء ولا تضيع من وقتك في تسمع اخبار السفهاء وظن الخير باخوانك واقربائك واتهم النمام الجهول فقبح له عمله وبغض اليه نممه وقل له: لا تفسد بيني وبين اخواني، ولا تبغض اليّ اعواني وخير لك ان تذكر ما يزيد الصلة متانة وعرى الاخاء وثاقة وان من ينقل عن غيرك اليك احاديث السوء ينقل عنك الى غيرك فلا تجعله موضعا لثقتك واجعل وشايته دبر اذنك روى الشيخان وابوا داود والترمذي والنسائي عن حذيفة قال «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قتات» وفي رواية «نمام» فالفتات هو النمام يقال: فت الحديث يفته قتا اذا زوره وهيأه وسواه وقيل النمام الذي يحضر القصة فينقلها والقتات الذي يتسمّع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه والنمام الذي ينقل حديث الناس بعضهم في بعض على وجه الوشاية والسعاية والافساد، والنميمة الوشاية واصلها الهمس والحركة الخفيفة. و اعلم ان نقل الانباء قد تكون فيه مصلحة شرعية، ومنفعة عمومية كمن ينقل الى شخص مكيدة يدبرها له الخصوم من قتل او سرقة وكمن يعرف الائمة والملوك سيرة الحكام الظالمين، والموظفين الخائنين فهذا لا حرج فيه بل ذاك واجب حقنا للدماء والاموال ونصحا للرعية والولاة. و الدين النصيحة ولهذا على كل انسان عاقل حكيم، أن يتدبر ويتريث، ويتثبت، عندما يصله خبر، فكل خبر يحتمل الصدق والكذب. و من توجيهات خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم السديدة «إذا اردت ان تفعل امرا فتدبر عاقبته فان كان خيرا فامضه وان كان شرا فانته: رواه بن المبارك عن ابي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي فاتقوا نميمة الفاسقين.