شهدت مدينة بنزرت ليلة أول أمس مسيرة سلمية شارك فيها قرابة 100 شخص تنديدا بمقتل الإبراهيمي كما خطت على جدران الانهج المحيطة بحديقة 14 جانفي شعارات ضد حركة النهضة وأخرى تمجد الفقيد.. أثثها أبناء الجبهة الشعبية بالأساس وعدد كبير من المساندين لهم، وكان الانطلاق من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت،لتتوقف أمام مقر الولاية، ردد خلالها المتظاهرون عددا من الشعارات تندد بالاغتيال والارهاب، وعجز الحكومة، ومعادية للنهضة، وتؤكد الوفاء للمناضل الراحل، وتم أثناءها توزيع بيان الجبهة الشعبية الصادر في نفس اليوم يدعو الى الوقوف صفا واحدا وراء حكومة انقاذ وطني كبديل عن المجلس التأسيسي والحكومة المنبثقة عنه، في المقابل أجهضت محاولة تنظيم مسيرة مماثلة في منزل بورقيبة أما أمس فقد عاشت ولاية بنزرت الإضراب العام كغيرها من جهات البلاد ولكن نسبة المشاركة فيه كانت متفاوتة من منطقة إلى أخرى ومن قطاع إلى آخر، وبعيدا عن مركز الولاية اختلفت نسبة الاستجابة لدعوة الإضراب العام، ففي مدينة العالية فتحت كل الإدارات العمومية أبوابها وقدمت خدماتها للمواطنين بنسبة حضور مرضية مثلما كان الحال في مدينة رأس الجبل وماطر ومنزل بورقيبة أين حافظت المصانع على نشاطها رغم تسجيل غيابات غير مؤثرة، وفي سجنان التي تتمتع فيها حركة الشعب –حزب الفقيد السابق – بشعبية محترمة فسجلت اكبر نسبة مشاركة في الإضراب العام حيث عاشت المدينة شللا شبه تام سواء تعلق الأمر بالإدارات العمومية أو الخاصة وحسب ما صرح به النقابي خالد بوحاجب ل"الصباح" فان "الحكومة أثبتت فشلها في حماية مواطنيها، وهذا ما يشرع اقالتها وتعويضها بحكومة انقاذ وطني تضم كل الفرقاء لانجاز المرحلة الانتقالية،والتحضير للانتخابات "وفي سياق متصل صرح فرج الربعي المنسق الجهوي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ببنررت : "ان اغتيال المناضل محمد البراهمي ،بعد أقل من 6 أشهر على اغتيال الرفيق الرمز شكري بلعيد يكشف عن مرحلة جديدة للعنف الذي انتقل من العنف السياسي واللفظي الى التصفيات الجسدية،وهو يندرج ضمن مشروع سلسلة الاغتيالات التي تستهدف المناضلين الوطنيين، وهذا الاغتيال الذي تم التدبير له يهدف كذلك الى تركيع الشعب وكسر ارادته، ولكن ذلك لن يزيدنا الا عزما وتصميما على مواصلة المسار الثوري