مع اندلاع فتيل الأزمة الراهنة التي تعيش على وقعها البلاد انطلقت معها ردود أفعال قيادات حركة النهضة لتتواصل على مدى الأيام الماضية تصريحاتهم النارية غير المحسوبة احيانا ذلك ان الخطاب الأول لرئيس الحكومة علي العريض كان استفزازيا تهديديا لم يحمل اقتراحات فعلية لمعالجة الازمة الراهنة والملفات الحارقة بقدر ما كان تخويفيا وتهديدا باللجوء الى الشارع بشكل يعكس لامبالاة وتجاهل الحركة للتطورات الخطيرة وعدم استعدادها لتقديم أي تنازلات رغم اشتعال الفتيل في عديد الجهات. تصريحات «ملتهبة» وفي الوقت الذي انتظرنا فيه تغير أسلوب قيادات حركة النهضة في التعاطي مع الظرف الراهن بما قد يساهم في تهدئة الأجواء في ساحة سياسية ملتهبة تتالت بعد ذلك التصريحات النارية حيث قال زعيم الحركة راشد الغنوشي «قطاع الطرق يستهدفون أمن تونس واستقرارها لمنعها من انجاح مسارها الانتقالي» ليخرج بعد ذلك سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية عن ديبلوماسيته المعهودة مهددا ومتوعدا «من يريد الاستقواء بالشارع فالشارع متاح للجميع «. ولم يبتعد رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق عن أسلوبه المعتاد وهاجم المعارضة بشدة الى حد اتهامها ب»الخيانة» قائلا «أعزي المعارضة في فشل انقلابهم واقول لهم انقلابكم فاشل وأنتم خونة «.ونسج محمد بن سالم وزير الفلاحة على منواله بتصريح «منفلت» على قناة نسمة هدد من خلاله ب»المليونية» ردا على سفيان بن فرحات قائلا «أنا وزير شرعي رغم انفك وهاي جايتكم المليونية» . ورغم التأثيرات السلبية لمثل هذه التصريحات النارية فقد تجاوز حمزة حمزة عضو مجلس شورى النهضة كل الحدود الاخلاقية بعبارات صادمة توعد من خلالها معتصمي باردو مهددا اياهم بالدفن قائلا « أنه يجب على معتصمي المعارضة المشاركين فيما يسمى باعتصام الرحيل المطالب بإسقاط النظام في ساحة باردو وأن يغادروا مكان الاعتصام قبل أن يقع دفنهم». رصانة أكثر هذه مجرد عينة من خطابات بعض قيادات حركة النهضة التي عكست تشنجا لافتا بعد التصريح الشهير للصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة داخل المجلس التاسيسي الذي قال فيه « من يفكر في استباحة الشرعية سيستباح في شوارع تونس « في وقت كان على حركة النهضة السعي الى البحث عن مخارج للازمة الراهنة وحلول تعيد للبلاد استقرارها بعيدا عن التصريحات النارية والمتشنجة التي لن تزيد الأوضاع الا احتقانا وتوترا . وان كنا نوجه نفس العتاب الى بعض قيادات المعارضة على خلفية تصريحاتها غير المحسوبة فاننا نلوم أكثر قيادات حركة النهضة باعتبار ان انتماءهم للحزب الحاكم كان يحتم عليهم رصانة أكثر بعيدا عن الردود الاستفزازية .وعلى كل الأطراف أن تعي ان البلاد في حاجة الى التهدئة في هذا الظرف الدقيق الذي نواجه فيه مخاطر ارهابية وازمة على أكثر من صعيد .