«ان كل من يستبيح ارادة الشعب المصري وارادة الشعب التونسي فسيستباح في شوارع تونس» مقتطف من كلمات نارية للصحبي عتيق الذي أخذته الحماسة الخطابية أول أمس أمام انصار حركة النهضة في مسيرة مساندة الرئيس المصري محمد مرسي بشارع الحبيب بورقيبة لينطلق لسانه في التهديد والوعيد وهو لا يعلم ان الكلمة مثل الرصاصة اذا انطلقت لن تعود فكانت كلماته مثل الرصاص الذي دوى في مختلف الاتجاهات. تصريحات عتيق أثارت جدلا واسعا وموجة من الغضب تتالت اثرها بيانات التنديد التي اعتبرت ان في خطابه دعوة للعنف وتحريض مباشر عليه وتهديد به في ساحة تعاني بطبعها من التوتر والاحتقان وليست في حاجة الى من يصب الزيت على النار. شخصية في قيمة مسؤولية الصحبي عتيق الذي يتولى رئاسة كتلة النهضة في التاسيسي كان عليها ان تكون اكثر رصانة وحكمة واتزانا وان تعتمد أساليب عقلانية تراعي مصلحة البلاد لتهدئة الاوضاع والدعوة لتنقية الأجواء قبل الغايات الحزبية الضيقة . وان كان الصحبي عتيق ومن والاه يعتقدون انهم سيحصنون الحكومة بالتصريحات النارية فان التهديد لم يكن يوما وسيلة للتوقي وحماية الشرعية مهما تصوروا ان حصونهم عالية بل ان ذلك قد يغذي النقمة في نفوس أطراف الضفة المقابلة .وعليهم ان يفهموا ويعوا ان هذه الخطابات التحريضية تتناقض مع دعواتهم للحوار والوفاق والشراكة التي ينادون بها . والحقيقة ان التصريحات الاستفزازية تتالت في الايام الأخيرة بشكل يطرح معه نقاط استفهام محيرة حيث سمعنا من يهدد بسحل «المتمردين « ومن يتوعد ب»مرمدتهم» والتنكيل بهم وعلى النقيض طفا على السطح من يدعو الى ضرورة الاطاحة بحكومة الترويكا وحل المجلس التأسيسي واعادة قيادات النهضة الى الزنزانات . كلها دعوات لا تستند الى المنطق والحكمة وعلى هذا الطرف وذاك ان يعي ان التهديد والوعيد والتصريحات الاستفزازية لا يمكن ان تحل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد بقدر ما تزيد في التوتر والاحتقان لأن اللحظات الفارقة التي نعيشها تحتاج من كل الحساسيات الى التحلي بالرصانة بعيدا عن الخطوات غير المدروسة. .