هل كان من الضروري ان يبلغ نبأ الاختلاف حد الصراع، ألم يكن من الاجدى ان نحكّم العقل ونمعن النظر حتى لا تنقطع بيننا اواصر التواصل، ان مصلحة البلاد تقتضي الجلوس على طاولة الحوار واعلاء كلمة الوطن. تونس الحضارة.. تونس المعرفة.. تونس الثقافة فوق كل الاعتبارات ان الآذان الصماء والاعين العمياء قد تحملنا الى ما لا تحمد عقباه والامثلة محسوسة وملموسة وتشي بالويل والثبور راودتني هذه الخواطر بعدما تعرض اليه وزير الثقافة من اعتداء آلمني ان تعمي الكراهية القلوب. اقول هذا لانني اعرف الرجل منذ ايام الجامعة جمعتنا ساحة كلية الاداب بمنوبة ومدارج 9 افريل امام المشرب كنا نردد بصوت واحد «يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب» وكان هدفنا مشتركا: الحياة لتونس.. أكاد أجزم ان من رُشِق بالبيض ليس «المبروك» المثقف بل «المهدي» السياسي لان «مهدي المبروك» المبحر في علم الاجتماع بعيد كل البعد عن هذه المزالق.. كم كنت أتمنى ألا يدلف الرجل المثقف الى اللعبة السياسية كنت أودّ ان ينأى عن الصراعات ويرفض لعبة الكراسي. معالي وزير الثقافة حمل على كاهله ملفا ثقيلا هو ملف الثقافة وهي وزارة صعبة ودقيقة.. كنت انتظر ان يستقيل سي المهدي في لحظة زمنية فارقة ويعود الى دراساته وبحوثه. التقيت المبروك منذ فترة وشعرت ان به حماسا وإرادة للاضافة وللتطوير ولكن هناك قوى ردة لا تساند ما به من عزم.. حسن النية واقع عند وزير الثقافة لكنه يحتاج الى تفعيل في صلب وزارة يجب ان تكون حاملة لواء الثورة. لان الثورة ثقافية او لا تكون.. كم يحرجني.. كم يؤسفني.. كم يؤرقني ان يهان المثقف في بلادي والمبروك فكر وعقل قبل ان يكون حامل حقيبة وزارية في الحكومة المؤقتة التي تشتعل امامها اليوم اشارات ضوئية حمراء بعض ضحاياها النخب