تحت إشراف وزارة الثقافة وبالتعاون معها يحتفل المركز الوطني للخزف الفني بمرور 20 سنة على توسع نشاطه واحتضانه لورشات التكوين في تقنيات صنع الخزف وذلك خلال الملتقى الدولي الثالث للخزف الفني الذي يلتئم في الفترة الفاصلة بين 3 إلى 13سبتمبر سيجتمع في هذا الملتقى- وحسب ما جاء في تقديم السيد محمد حشيشة مدير مركز سيدي قاسم الجليزي 26 خزافا ومختصا من 19 دولة عربية وأجنبية لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تشكيل وتلوين الخزف وستعرض الوفود المشاركة خصوصيات بلدانها في مجال المصنوعات الخزفية وجماليات تشكيلها. هؤلاء جميعا سيلتقون في مركز سيدى قاسم الجليزى وهو من أعرق معالم الخزف في منطقة المتوسط ويضم متحفا للخزف الفني التونسي يحتوى على مجموعة ثرية من الخزف تورخ لمختلف الحضارات التي تعاقبت على تونس إلى جانب مركز وطني للخزف الفني. وفي هذا المركز ومنذ سنة 1992 يتم تكوين خزافين محترفين في الخزف الفني سعيا للمحافظة على هذه الحرفة والعمل على تطويرها مستقبلا. وفيه لمدة عشرة أيام يلتقي خزافون من اسبانيا وصربيا والعراق وبولونيا ومصر وكوريا الجنوبية وايطاليا وهولندا والسويد وسلوفينيا والبرتغال وتركيا وسويسرا واليابان وليتوانيا وجورجيا والجزائر والمغرب في ورشات تكوين يشارك فيها من تونس كل من الخزافين ليندا عبد اللطيف ومحسونة السلامي وأيمن شتوان وخالد بن سليمان ويالينكا بلاجي وماري ايلان الشتيوي وقد برمجت للمشاركين فقرة سياحية تتمثل في زيارات لأسواق المدينة العتيقة ولولاية نابل ومتحف باردو وسيدي بوسعيد وقرطاج. كما سيتم تكريم قدماء المنتمين إلى المركز الوطني للخزف الفني وللعلم فان المركز الوطني للخزف الفني هو متحف تونسي مقره زاوية الولي سيدي قاسم الجليزي المحاذية لساحة معقل الزعيم ويحتوي هذا المتحف على مجموعات من الخزف المحلي والمستورد من المستعمرات العثمانية كما يحتوي على نصب جنائزية. وسيدى قاسم الجليزى هو ابو الفضل قاسم الفاسي نسبة إلى مدينة فاس المغربية و ينحدر من عائلة مغربية ذات أصول أندلسية قدمت إلى افريقية للاستقرار بها خلال فترة الدولة الحفصية. عاش في مدينة تونس في النصف الثاني من القرن الخامس عشر وتوفي سنة 1496 ودفن بزاويته. وقد عرف سيدي قاسم بكنية الجليزي إشارة إلى مهنة صنع مربعات الجليز وهي من الخزف التي كان يمارسها بمهارة نادرة تم ترميم زاوية سيدي قاسم الجليزي في سبعينيات القرن الماضي 1977 و1981 بالتعاون مع إسبانيا وقد حملت آنذاك اسم المركز الوطني للخزف الإسلامي. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الزاوية تلعب أدوارا عديدة من بينها إقامة الشعائر الدينية ودور ثقافي يتمثل في متحف الخزف التونسي إضافة إلى دورها التكويني الذي يتمثل في المركز الوطني للخزف الفني وهو مشغل تكوين افتتح منذ سنة 1993