تونس - الصباح الأسبوعي رغم المفاوضات الماراطونية التي قادها الرباعي الراعي للحوار الوطني طيلة الأسابيع الأخيرة فان الأزمة السياسية مازالت تعصف بالبلاد وتراوح مكانها ولم تسجل أي تقدم فعلي أوبوادر «حلحلة» حقيقية في ظل المناخ المتوتر والمشحون الذي مازال يخيم على المشهد السياسي ويلقي بظلاله على البلاد وفي الوقت الذي انتظرنا فيه بوادر أمل للخروج من المأزق السياسي مع نهاية الأسبوع الماضي في ظل الدعوات المتتالية لمختلف الأطراف للحوار والتوافق فان هذه الدعوات ظلت مجرد شعارات جوفاء في غياب رغبة حقيقية في الجلوس الى طاولة الحوار بل ان الاتهامات ازدادت رغم اعلان مختلف الاطراف قبولها مبدئيا بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وبعد ان حمّلت قيادات الرباعي الراعي حركة النهضة مسؤولية فشل الوصول الى الحوار ومواصلة المناورة واتهمتها المعارضة بالهروب الى الامام عكست الحركة الهجوم مؤكدة انها مع الانطلاق الفوري في الحوار واعتبرت ان الأطراف التي تدفع لتأزيم الأوضاع تتحمل كامل المسؤولية أمام الشعب بعيدا عن التعنت وفي ظل هذه الصراعات والتجاذبات والشد والجذب يظل المشهد ضبابيا في غياب بوادر أمل فعلية تمثل مخرجا للأزمة مما يجعل السيناريوهات الممكنة مفتوحة على مختلف الاحتمالات خاصة في غياب تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات السياسية و»الغنائم» الحزبية ومع سياسة «الأبواب المفتوحة» مازال الجلوس الى مائدة الحوار ممكنا بين مختلف الأطراف السياسية رغم تباين وجهات النظر حيال بعض النقاط .ففي الوقت الذي أكدت فيه النهضة على ضرورة الشروع في الحوار دون شروط مسبقة فانها شددت على عدم استقالة الحكومة الحالية الا مع المصادقة على الدستور وتحديد موعد الانتخابات والانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة وهو ما رفضته جبهة الإنقاذ .ورغم هذا التباعد يظل انطلاق الحوار الوطني تحت مظلة الرباعي الراعي احتمالا واردا اذا عدلت بعض الأطراف مواقفها وقدمت تنازلات وخاصة حركة النهضة التي مازالت مصرة على تعنتها تصعيد واحتجاجات واذا لم تتمكن المكونات السياسية والنقابية من التوافق و الوصول الى أرضية مشتركة فانه من المنتظر أن يشهد الوضع في الأسابيع القليلة القادمة تصعيدا واحتجاجات على حكومة «الترويكا» حيث ستشهد اغلب جهات الجمهورية مسيرات استجابة للجهات النقابية والمعارضة تختلف في قوتها عن المسيرات السابقة باعتبار ان الاطراف المعارضة تسعى الى الاستفادة من حركتها الطلابية لصنع زخم أكبر في الشارع وهذا ما أكدت عليه في أكثر من مناسبة في وقت سابق. ورغم الطابع السلمي لهذه التحركات فانها ستساهم بلا شك في تعميق الازمة الاقتصادية وتأزيم الأوضاع في مشهد مشحون ومتوتر بطبعه السيناريو الأسود السيناريو الثالث أو السيناريو الأسود الذي لا نتمنى حدوثه بطبيعة الحال هو فشل أي توافق وتشبث حركة النهضة بسياسة لي الذراع ورفضها تقديم أي تنازلات خاصة مع الوصول الى موعد 23 أكتوبر المقبل حيث نخشى مرور القوى المعارضة للحكومة بمختلف مكوناتها الى محاولات اسقاط «الترويكا» والاطاحة بها بقوة الشارع في سيناريو مرعب ورهيب باعتبار ان الشارع سيواجه بشارع مضاد وما يمكن ان ينجر عنه من مصير مجهول يهدد بانهيار الدولة من أجل مصلحة الوطن بلادنا تتهددها عديد المخاطر واقتصادنا يحتضر وعلى حافة الانهيار مما يحتم على مختلف القوى السياسية حكومة ومعارضة تغليب مصلحة الوطن على الأجندات السياسية تجنبا لكل السيناريوهات المجهولة .ولابد ان يعي الجميع اننا لا نريد ان تنتهي سياسة الأبواب المفتوحة بالسيناريو الأسود لتكون بلادنا في مهب مصير مجهول