تونس – الصباح الأسبوعي خوفا من انهيار وتفكك تامّ للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين خاصة بعد أن وجد التنظيم «الأم» في مصر طريقه نحو الخروج من دائرة الحكم تلاه قرار رسمي بحظر نشاطات الجماعة التقت قيادات التنظيم في اسطنبول و»لاهور» الباكستانية قادمة من اكثر من دولة عربية من بينها تونس التي كانت ممثلة في نائب رئيس حركة النهضة –المحسوبة على الإخوان- عبد الفتاح مورو لوضع برنامج عمل يعيد الجماعة الى دائرة الضوء من جديد ويحميها من اي هزات قد تعصف بها كليا ويقبرها التاريخ وشهد مؤتمر لاهور الذي تزامن مع مؤتمر اسطنبول ودام يومي 25 و26 سبتمبر الجاري حضور شخصيات عديدة من بينها محمود احمد الابياري (الأمين العام المساعد في التنظيم العالمي - مصر)،ابراهيم منير مصطفى (أمين التنظيم العالمي - مصري/لندن)، محمود حسين حسن (عضو مكتب الارشاد، الأمين العام للجماعة في مصر)، همام سعيد (المراقب العام في الاردن)، عبدالمجيد ذنيبات (عضو مكتب ارشاد عالمي - الأردن)، منصور (اليمن)، فارع السويدي (اليمن)، محمد الحمداوي (المغرب)، محمد نزال (حماس)، محمد حسين عيسى (الصومال)، عبد الهادي اوانج (ماليزيا)، علي جاويش (السودان)، بشير الكبتي (ليبيا)، محمد الحسن الددو (موريتانيا)، محمد شقفه (سوريا )، احمد الدان (الجزائر)، عبد الفتاح مورو ( تونس)، محمد فرج احمد (كردستان) وبين اسطنبول ولاهور اختلفت الأهداف وباختلاف الشخصيات المؤثثة لكل اجتماع حتى ان بعض المراقبين اعتبروا ان في تزامن الاجتماعين «مناورة» استعان بها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين من خلال الإعلان عن عقد مؤتمر له في إسطنبول بتركيا للحديث في قضايا عامة تهم «الجماعة»، فيما يعقد القادة التنفيذيون للتنظيم اجتماعاً تنظيمياً سرياً موازياً في مدينة لاهور الباكستانية يضم القيادات الحركية للتنظيم، لوضع خطط لمواجهة انهيار التنظيم «الأم» في مصر الذي قد يهدد سقوطه باقي التنظيم في دول العالم مواجهة.. بحث المجتمعون في مؤتمر اسطنبول عن «الموقف الدولي من التحولات الديمقراطية في دول الربيع العربي والخطاب السياسي الإسلامي المستقبلي، ومستقبل العلاقات مع النظام الدولي والغربي والإقليمي تجاه الديمقراطية والحريات في المنطقة». كما تطرق الى قضايا تتعلق بالجانب النظري للتحديات التي تواجه التنظيم العالمي للإخوان بعد سقوط حكمهم في مصر، وكيفية تعبئة منظمات المجتمع المدني والقوى الغربية لدعم عودتهم للحكم على أساس أنهم «اختيار شعبي حر». اما مؤتمر لاهور الذي استضافته الجماعة الإسلامية في باكستان، التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، ويتزعمها سيد منور حسن فقد كان من اجل دراسة امكانية تقديم الدعم المباشر لتنظيم الإخوان في مصر، ومواجهة تصاعد الخطر على التنظيم في السودان وتونس، بالإضافة إلى الأردن والجزائر، ناهيك عن مناقشة وضع حماس بعد الصدام مع الجيش المصري، وأيضاً فقدان الإخوان إمكانية التحرك في غالبية دول الخليج تختلف أجندة كل اجتماع إذ أريد لإسطمبول ان تكون واجهة للتنظير لا غير وللحديث عن عموميات، فيما كان اجتماع لاهور لضبط الخطوات العملية للابقاء على «الجماعة» على قيد الحياة وهو الاجتماع الفعلي ولعل البعض من المتابعين يرى ان في اختيار لاهور مكانا لانعقاد الاجتماع السري للإخوان مرده عودة «حزب الرابطة الإسلامية» ذي التوجهات المتناغمة مع الإخوان الى الساحة السياسية الباكستانية، ولِمَ لا تكون باكستان فضاء جديدا تعيد من خلاله «الجماعة» إعادة ترتيب صفوفها؟ مصر أولا كان اهتمام المجتمعون وكل «إخواني» في هذا العالم هو نصرة «إخوان مصر» وقد نادى ممثلون عن التيار في 25 دولة في اجتماع لاهور الى ضرورة حماية «التنظيم الأم» ببلد الفراعنة وحماية ما تبقى منه الآن في باقي الدول خاصة وان «الجماعة» كانت هي الحاكمة مثلما هو الشان في تونس وان كان ذلك ضمن ائتلاف حاكم وان كانت الخطوات التي اتفق بشانها في لاهور حماية للتنظيم تعتمد اساسا على المساجد في محاولة للتاثير في الراي العام والحشد الجماهيري ضد العسكر في مصر خلال الفترة المقبلة، فان هذا الفكر يبقى خيارا بالنسبة لباقي اعضاء التنظيم العالمي خاصة اولئك الذين يعيشون على وقع ازمات سياسية قد تعصف بهم اذا لم يذعنوا الى الحوار والتوافق ونعني بذلك حزب حركة النهضة احد معاقل التنظيم العالمي للاخوان المسلمين تساؤل آخر يهمّ المشاركة التونسية في مؤتمر لاهور هو ما الجدوى من اختيار عبد الفتاح مورو لتمثيل الحزب خصوصا وانه بعيد نوعا ما عن دائرة القيادة واتخاذ القرار والتمثيل للنهضة بسبب افكاره حيث يجد مورو انتقادات كبيرة داخل مؤسسات حركة النهضة نتيجة مواقفه؟ واذا سلمنا بعدم ايلاء النهضة هذا المؤتمر اية قيمة فهل حضور الاستاذ عبد الفتاح لمجرد الحضور؟ وهل يعني ذلك ان «إخوان تونس» لهم سبل اخرى لمواجهة ازماتهم السياسية دون العودة الى ادبيات التنظيم أم هي «مناورة» للحفاظ على كراسيهم خاصة في ظل الانتكاسة التي يمر بها التنظيم العالمي للاخوان المسلمين؟ بين «القاعدة» و«التنظيم».. نقلت صحيفة «الرأي» المصرية عن مصادر مطلعة ان مؤتمر لاهور شهد حضور قادة بتنظيم «القاعدة» في باكستان وأفغانستان ممن تجمعهم علاقات وطيدة بقيادات «الإخوان». فأية علاقة يمكن ان تجمع بينهما؟ وهل يمكن ان يكون التقارب بين هذين التيارين يفسر مواقف عدد من قياديي حركة النهضة من انصار تيار الشريعة او الشباب السلفي الذي ذكّر رئيس الحزب راشد الغنوشي «بصغره ذات يوم»؟ أو كما قال أحد صقور الحركة النائب بالمجلس التاسيسي الصادق شورو في حديث سابق ل»الصباح الأسبوعي» عندما سئل: أين العلاقة بين التيار السلفي وبين النهضة؟ فاجاب: «ليس للنهضة أية علاقة تنسيق مع ممثلي التيار السلفي الا انها تتناصح في مجال الدعوة الى الاسلام في المساجد والندوات العامة، ونتعاون في هذا المجال فقط (اي المجال الدعوي)» حيث اكد على ان «التيارات السلفية تمتلك هياكلها الخاصة ومشائخها بعض المساجد التي ينشطون فيها، كما أن للنهضة في المقابل برامجها ونشاطها الدعوي والسياسي» فما الرابط بين اجتماع لاهور وحضور قيادات من «تنظيم القاعدة» وموقف النهضة غير الواضح من تيارات دينية بعينها الى الآن؟..