بدات الخلافات تطفو على سطح الحوار الوطني منذ الجلسات الترتيبية الاولى التي يرى شق كبير من المعارضة انها طالت وان السبب يعود الى قياديي حركة النهضة الممثلين في الحوار الذين يحاولون الدخول في تفاصيل لن تضيف الى النقاشات في القضايا المطروحة. وبدا الحوار الوطني يشهد منذ جلساته الترتيبية الاولى بعض الانسحابات احتجاجا على محاولات النهضة اضاعة الوقت شيئا فشيئا لهدف واحد دون سواه وهو الاطالة في عمر حكومة علي العريض. وبعد ما كان ينتظر ان تكون الانطلاقة الفعلية للحوار الوطني هذا الاسبوع تاجلت ّلأسباب واقعية تتعلق اغلبها بعمق المطبات القانونية التي فرضت نفسها على طاولة الحوار او ما يسمى بالجلسات الترتيبية على غرار ملف الهيئة المستقلة للانتخابات.. ويتوقع بعض الاطراف من المشاركين في الحوار الوطني ان لا ينطلق فعليا قبل 23 اكتوبر الجاري وهو ما دفع بالنواب المنسحبين الى عقد ندوة صحفية اول امس نددوا فيها بتصرفات وتصريحات بعض قياديي النهضة التي تؤكد غياب الرغبة في الانطلاق فعليا في الحوار الوطني ومناورات الحركة التي تجلت في رفضها الحلول القانونية لتجاوز الاشكاليات المتعلقة بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ويبدو ان معركة الوقت والتمطيط في مناقشة عديد النقاط في الجلسات الترتيبية ستتواصل الى ما بعد عيد الاضحى وستتواصل معها الاتهامات المتبادلة بين الفرقاء السياسيين من داخل وخارج الحوار الوطني ولكن الخوف هو من ان تعصف هذه الخلافات بالاهداف الاساسية التي اتى بها الحوار وخارطة الطريق التي طرحها الرباعي الراعي للحوار الوطني والتي قد تضيع وسط التجاذبات التي ستتحول الى مقر وزراة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية قبة الحوار الوطني. "الخوف من افراغ الحوار الوطني من محتواه ومن النقاط الاساسية سيؤدي بدوره الى تعميق الازمة السياسية"..هذا ما اكده رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الذي عبر عن خشيته "من تجويف الحوار الوطني وإفراغه من محتواه" ملوحا بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة "للحيلولة دون إفشال هذا الحوار الذي يستهدف إخراج تونس من الأزمة التي تعصف بها منذ إغتيال النائب المعارض محمد براهمي في 25 جويلية الماضي". وتبقى الخلافات الشكلية حجرة عثرة امام المشاكل الاساسية التي تعاني منها تونس اليوم في ظل تنامي الازمة الاقتصادية والامنية والسياسية التي رافقت الاغتيالات الاخيرة وقد تضيع هذه التجاذبات الفرصة التي يطمح اليها عديد التونسيين في الحوار الوطني.