يبدو ان بعض الخلافات السياسية قد تطفو من جديد على الساحة رغم مجهودات التهدئة التي تقودها بعض الاطراف السياسية والرباعي الراعي للحوار من اجل الوصول الى حل وفاقي يقي البلاد شر البلية في حال تعطل كل اسباب الحوار. وتاتي حقيقة الخلافات قبل الذكرى الثانية لانتخاب المجلس التاسيسي والذي يبدو انها لن تمر دون ان تترك بعض الاطراف بصمتها في ذلك اليوم فقد دعت جبهة الانقاذ "كافة التّونسيات والتّونسيين في مختلف مناطق البلاد وخاصّة في العاصمة إلى التعبئة الجماهيرية يوم الأربعاء 23 أكتوبر2013 لتأكيد رفض استمرار الأزمة على حسابهم والاسراع في تنفيذ مبادرة الرباعي لتسوية الأزمة السياسية وعلى رأسها استقالة الحكومة وتعيين حكومة كفاءات وطنيّة مستقلّة لإنقاذ البلاد وتوفير المناخ المناسب لتنظيم انتخابات حرّة وديمقراطيّة وشفافة." وياتي هذا البيان كرد على ما اعتبرته الاحزاب المشكلة لجبهة الانقاذ "مماطلة وإضاعة الوقت ممّا يعمّق الأزمة ويفاقم انعكاساتها على حياة الشعب". وهددت الجبهة بمراجعة موقفها من الحوار في حال فشل الرباعي في تنفيذ المبادرة وتحديد موعد انطلاق الحوار الوطني في اجل أقصاه يوم 19 أكتوبر أي أسبوعين بعد انعقاد الجلسة الافتتاحيّة. تزوير... مليشيات وكان الامناء العامون لاحزاب "جبهة الانقاذ" قد عقدوا يوم الاثنين الماضي اجتماع الهيئة السّياسيّة العليا للجبهة حيث سجلوا بطء المحادثات وسعي حركة النهضة بشكل خاص إلى إطالتها وإضاعة الوقت في مشاغل جزئيّة وهامشيّة علاوة على كثرة التّصريحات المشكّكة والمتناقضة لقيادات هذه الحركة لغاية إفراغ مبادرة الرباعي لتسوية الأزمة السّياسيّة من محتواها. كما سجّلت الهيئة أنّ الحكومة ما انفكّت تستغلّ إضاعة الوقت في المحادثات لتكثيف تعيينات الأنصار في المراكز الإداريّة الحساسة وعناصر الميليشيات في المؤسسات كلّ ذلك لمزيد السيطرة على مفاصل الدولة وإعداد العدّة لتزوير الانتخابات القادمة وضمان نتائجها مسبقا. من جهتها حذرت حركة "النهضة" في بيان لها، جبهة الانقاذ من مغبة تهويل الامور والمبالغة فيها مؤكّدة في ذات السياق عن "تمسك الحركة بخيار الحوار نهجا لا بديل عنه لحل المشكلات السياسية العالقة، وتمسكها بمبادرة رباعي المجتمع المدني لحل الازمة السياسية ومباركة جهوده في جمع الشمل الوطني." ونبهت الحركة من الدعوة الى الاحتجاجات العامة يوم 23 اكتوبر القادم حيث تضمن البيان "انهم يريدونه يوم حزن وغضب بدل ان يكون يوم فرح إحياء لأعظم ذكرى في تاريخنا المعاصر بعد ذكرى الاستقلال وذكرى الثورة ذكرى اول انتخابات تعددية حرة في المنطقة."