تشير تقديرات وزارة الفلاحة إلى تراجع لافت في إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم قد يصل انخفاضه إلى نحو75 بالمائة مقارنة بالموسم المنقضي الذي كان جيدا من حيث المحاصيل وعائدات التصدير. وتعود أسباب الإنتاج الهزيل هذه السنة والذي لن يزيد عن ربع الصابة الماضية بتقديرات إنتاج في حدود 70و80 ألف طن فيما بلغ إنتاج موسم2012-2013 حوالي220 ألف طن الى العوامل المناخية اساسا. وكان يمكن أن تكون النتيجة أقل من المتوقعة لو لم يقع التدخل بإنجاز برنامج للري وإنقاذ قرابة 4مليون أصل بولايات الجنوب وبسيدي بوزيد وبصفاقس. ومقارنة بمعدل إنتاج العشرية الأخيرة تقدر نسبة التراجع هذه السنة ب60 بالمائة. علما أنّ مثل هذه الحصيلة كانت متوقعة وتم التلويح بها منذ نهاية الربيع الماضي بفعل قساوة العوامل المناخية واستقرار الجفاف، وتأثر جل مناطق الوسط والجنوب بشكل حاد بنقص الأمطار المسجل في الموسم المنقضي. ما انعكس مباشرة على وضعية غابات الزياتين التي مرت بمراحل حرجة. يذكر أن قطاع الزياتين وبالنظر إلى اعتماده بصفة مطلقة تقريبا على الأمطار يبقى رهين ما تمن به الطبيعة وبالتالي يعد تذبذب نتائج المواسم مألوفا ومنتظرا.ومع ذلك فإن التوجهات القائمة تسير نحو تقليص قبضة المناخ على القطاع من خلال مشاريع استعمال المياه المعالجة في ري غابات الزياتين خاصة بالساحل بما يساهم في الترفيع في حجم الغابات المروية من 2بالمائة حاليا إلى معدلات أرفع بكثير. وفي انتظار انطلاق موسم الجني الجديد الذي سيكون الأقصر لتواضع المحاصيل، تشير آخر المعطيات المتعلقة بصادرات الموسم الحالي التي شارفت على النهاية أنها بلغت إلى موفى شهر سبتمبر155 ألف طن بعائدات جملية ب810 مليون دينار. وهذه القيمة تعد ضعف العائدات المسجلة الموسم السابق التي كانت بلغت 486 مليون دينار. وبطبيعة الحال سيكون لانخفاض الإنتاج البارز هذا العام تأثيره المباشر على سوق الزيتون الداخلي سواء من حيث الخفوت المتوقع في مستوى حركية القطاع وأيضا على مستوى الأسعار التي سيزيد نقص الزيت في لهيبها. علاوة على تراجع الصادرات وعائداتها من العملة الصعبة ما ينعكس على الميزان التجاري. ورغم حدة الوضعية فإن التطلع إلى الموسم الموالي ينبغي أن يكون حاضرا في البال منذ الآن، في ظل مؤشرات مناخية تبدو إيجابية إلى حد الآن تساعد على تهيئة الغابة للصابة القادمة.