قبل الموعد المحدد لانطلاق الحوار الوطني بساعات، وتحت شعار "رحيل" جابت أمس بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قبل ان تتوجه الى ساحة القصبة مسيرة للمطالبة باسقاط الحكومة في الذكرى الثانية ل" 23 اكتوبر" تاريخ انتخابات المجلس الوطني.. تجمعت آلاف الجماهير نساء ورجالا من مختلف الاعمار والحساسيات السياسية منذ العاشرة صباحا نادوا باستقالة الحكومة التي انتهت شرعيتها بعد ان سجل الاستشهاد السياسي الثاني باغتيال عضو المجلس التأسيسي محمد البراهمي "فلا شرعية بعد الدم".. لم يمنع تعهد قوى المعارضة بالالتزام بمبادرة الرباعي الراعي للحوار، من المشاركة في مسيرة اسقاط الحكومة التي انطلقت في حدود الساعة منتصف النهار، بل ان قياداتها الحزبية اعتبرت مسيرة 23 اكتوبر مواصلة لمسار الضغط على "الترويكا" الحاكمة التي تتعمد المماطلة في التفاوض والالتزام ببنود المبادرة وخارطة الطريقة التي تم ضبطها. رحيل..استقالة وربط الجماهير مغادرتهم الشوارع بمسألة اسقاط الحكومة والاعلان رسميا عن استقالتها.." الشوارع والصدام حتى يسقط النظام." مطلب اكده احمد الصديق القيادي بحزب الطليعة الذي نادى بالبقاء في ساحة القصبة حتى اعلان علي العريض رئيس الحكومة المؤقتة استقالة حكومة الترويكا.. والانطلاق الفعلي في جلسات الحوار الوطني. واكدت نادية شعبان عضو المجلس المنسحبة على ان "النواب المنسحبين والاحزاب التي يمثلونها لن تشارك في الحوار الوطني ما لم تعلن الحكومة عن استقالتها." واشارت الى ان احزاب "الترويكا" لم ترسل اي مؤشر عن نوايا جدية للاستقالة والالتزام بالاتفاق المبرم.." وأبدت بن شعبان قلقها من سلوك "الترويكا" الحاكمة وخاصة حركة النهضة التي لا تؤمن بالتعددية والديمقراطية ومازلت تماطل وتعطل مسار الحوار". ثقة مفقودة.. زهير حمدي منسق التيار الشعبي راى ان الشعب قد فقد ثقته في النخبة السياسية ولذلك خرج الى الشارع وأكد على أهمية تواصل الحراك الشعبي الذي سيكون عنوان الضغط المتواصل على جميع القوى الفاعلة وأشار في نفس السياق ان الحكومة لم تستقل بعد والشارع هو الذي سيدفع الجميع حكومة ومعارضة الى الالتزام بالخارطة التي ضبطتها مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني دون تسويف أو مزيد من المماطلة. كما دعا المواطن الحبيب براهمي الجميع للبقاء في الشوارع حتى استقالة الحكومة وراى أنه لابد من تسجيم الاقوال بافعال جدية فالشعب فقد ثقته في الجميع. رقابة الشارع .. واعتبر فاضل موسى عضو المجلس التاسيسي المنسحب أن خروج الجماهير الى الشارع هو اعلان مباشر لجميع الساسة وان عملهم سيبقى تحت الرقابة ليس من قبل الرباعي الراعي للحوار فقط بل ايضا من قبل الجماهير الشعبية. وبين ان اخفاقات الحوارات السابقة كانت لانها مجرد حوارات لامتصاص الغضب لا غير ومن المهم جدا ان يؤدي هذا الحوار الى نتائج فالشعب فقد كل ثقة في السياسيين وحواراتهم. وعلى عكس ما ذهبت له قيادات من حركة النهضة حول الرسائل السلبية التي يمكن أن ترسلها مسيرة 23 اكتوبر بين فاضل موسى أن التظاهرات السلمية مؤشر ايجابي في الديمقراطيات وهي مسيرات رقابة للمسار الحواري الذي من المفروض ان يحدد مستقبل البلاد. واضاف ان الشعب بصدد المراقبة وهو سيحمل الطرف الذي يؤدي الى افشال الحوار مسؤولياته ولن يتغافل عن مساعي المماطلة والتسويف فخارطة الطريق هي الهدف الجماهيري..وعلى الجميع ان يحذر الشعب..