يعتبر برنامج وقيّت حلو من البرامج الجديدة التي أنتجتها قناة 21 في صيغتها الجديدة أي الفضائية ولئن كان العنوان في حدّ ذاته جذّابّا إن لم نقل فضفاضا فإنّ محتواه لم يأت رغم الإجتهاد الواضح للطاقم العامل به من منشطين ومن يقومون بالروبورتاجات التي لا نشكّ في قيمتها بالجديد فأغلب الفقرات هي عبارة عن استضافات لعديد الشخصيات الفنية او لبعض المشرفين على عديد التظاهرات الثقافية والإقتصادية وغيرها لتقديمها وتقديم برامجها أي أنك كمشاهد تجد نفسك امام نسخة من عدّة برامج أخرى كمواعيد ثقافية او اجندا او زوم على الثقافة وان اختلف الشكل فالمضمون بقي على حاله بل لعلّه يذكّرني ببرنامج آخر هو «ديما 21» الذي كان يبث على نفس القناة بصيغتها القديمة وهذا ما يجعلنا نتساءل عن هذا الفقر المدقع في تصوّر برامج جديدة في شكلها ومضمونها. ولعلّ العنوان المختار وهو وقيّت حلو زاد في هذا التناقض بين ماهو مأمول وماهو موجود. فكيف يمكن لمواطن ان يستمتع بهذا الوقيّت الحلو الذي لم أجد فيه كما الكثيرين غيري أية حلاوة تذكر سوى حلاوة ابتسامة المنشطة.. فلا موسيقى حلوة.. ولا تمرير لبعض الفقرات الفكاهية سواء مسرحية او شعرية او فنية تزيل عنّا تعب يوم كامل من العمل الشاق ومن «ركبة الكار» الأشق من العمل ذاته ماذا لو مرّرّوا مشاهد من مسرحيات صرنا نشتاقها وأغان تونسية أصيلة صرنا نحلم بها حتى كدنا ننسى أصوات من غنّوها وكتبوها ولحنّوها.. ماذا لو فتحوا خزائن «علي بابا» كما أسميّها حتى نتذكّر «وقيّت حلوّ» بحق وزمان كنّا نعيش فيه ومازلنا نحنّ إليه. فيصل الصمعي