خرجت تونس امس من المدار الضبابي الذي اصابها بنوع من الارتجاج بعد ان كادت لغة الحوار تتعطل بين كل القوى "المتنازعة" عن السلطة الامر الذي جعلهم قاصرين عن مقاربة لحل الملفات المطروحة بالطرق السليمة لتعيش عوض ذلك بلادنا حالة من اللاتوازن والتخبّط لتظهر نتائجها في الشوارع وعلى شاشات فقد انطلقت أمس بمقر وزارة حقوق الانسان ووسط حضور الامناء العامين للاحزاب ورؤساء المنظمات الراعية للحوار الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني والذي تعطل بعد رفضت المعارضة ما اعتبرته "تلاعب" الحكومة بمبدا الاستقالة التي نصت عليه خارطة الطريق المقترحة من قبل اهم المنظمات التونسية من جهتهم قدم النواب المنسحبون تعهدا مكتوبا للرباعي الراعي للحوار بالعودة الى رحاب التاسيسي قصد استكمال المسار الانتقالي وانهاء الدستور واللجنة العليا المستقلة للانتخابات ونص النواب في ورقة الاستقالة". بالعودة الى المجلس الوطني التاسيسي بمجرد تعهد الحكومة بالاستقالة وفق ما تقتضيه خارطة الطريق" واكد عضو المجس التاسيسي المنسحب فؤاد ثامر ل"الصباح" أن "المصلحة الوطنية تقتضي منا جميعاً العودة الى الحوار والبحث عن سبل الخروج من المازق بما يخدم مصلحة تونس وان أي رهان على المتغيرات من هنا او هناك سيؤدي الى إغراقنا في صراعات لا تخدم أي طرف" وشدد ثامر على أن"عودة الثقة بين الاطراف الوطنية باتت اولوية لأن إستمرار التباعد الحاصل والتمترس خلف الشروط والشروط مضادة لا نفع منها في ظل الوضع الامني والاقتصادي والاجتماعي المتوتر."من جهته اكد القيادي بحركة النهضة وعضو المجلس التاسيسي زياد العذاري عن التزام الحركة بانجاح الحوار الوطني والتفاعل الايجابي مع ما تبقى من المرحلة الانتقالية.ودعا العذاري المعارضة بضرورة الالتزام بما تضمنته خارطة الطريق المقترحة من قبل رباعي الحوار مؤكدا في ذات السياق على اهمية الحوار البناء لتجاوز الخلافات والاشكاليات التي قد تعترض المتحاورين وفد.. فعودة بدوره اكد الامين العام لحزب الديمقراطيين الموحد زياد لخضر ان الجبهة قبلت بمبدا العودة الى الحوار الوطني بعد ان علقت مشاركتها فيه اول امس وكانت جبهة الانقاذ قد اوفدت مجموعة من الهيئة السياسية العليا للجبهة يتقدمهم القيادي بحزب الجمهوري منجي اللوز قصد الاطلاع عن فحوى الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة علي العريض الى رباعي الحوار والتي تعهد فيها بالاستقالة وفقا لما تقتضيه مبادرة خارطة الطريق واكدت الامينة العامة للحزب مية الجريبي في تصريح لاذاعة شمس ان الوثيقة التي قدمها رئيس الحكومة علي العريض امس إلى رباعي الحوار "واضحة وجلية وتنص على استقالة الحكومة وفق الآجال التي جاءت في خارطة الطريق" وأضافت:"بعد تدارس الأمر والاطلاع على الوثيقة قررت جبهة الانقاذ العودة إلى الحوار الوطني". وأفادت أن النواب المنسحبون تعهدوا بالعودة إلى المجلس العباسي يفتتح ولدى افتتاحه لاشغال الجلسة الحوارية الاولى قال الامين العام حسين العباسي: "إن اختيارنا لمنهج الحوار يوجه ثلاث رسائل مهمة طمأنة الجميع على مستقبل تونس وأبنائها والتاكيد أن التونسيين سيواجهون شبح الإرهاب مع بعضهم البعض في وحدة صماء" كما توجه العباسي برسالة قال فيها:" أكدنا جميعا أن الاستثناء موجود في تونس وأن تونس ستسير ان شاء الله نحو كل ما من شأنه أن يرسخ مدنية الدولة ويرسخ التعايش بين أفراد شعبها الأبي وان شاء الله تكون بداية الحوار موفقة" المؤتمر يتعهد وكان القيادي بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية طارق الكحلاوي قد نشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تعهد الحزب بانجاح الحوار الوطني رغم عملية "الاقصاء التي تعرض لها" وكتب الكحلاوي:"حزب المؤتمر رغم انه لم يمض على وثيقة خريطة الطريق بشكل مسبق وتم اقصاؤه لانه لا يتم الامضاء على نتائج مفاوضات قبل بدئها كما يعتبرها غير واقعية (المدى الزمني خاصة للمسار التاسيسي) وتحتوي عبارات غامضة يمكن ان تمس الصلاحيات الكاملة وخاصة التشريعية للمجلس("حكومة بصلاحيات كاملة") وايضا اضعاف سلطة المجلس (مبدأ الثلثين لسحب الثقة) على حكومة لن يكون لاعضائها اي التزامات سياسية باعتبارها تضم مستقلين فانه ومثلما صرحنا مرارا سيساهم في انجاح الحوار الوطني مادام لن يمس صلاحيات المجلس واسس النظام الانتقالي القائم ومبدأ تلازم المسارات.. وذلك عبر جهوده في المجلس"