تواصلت أمس ولليوم الثاني على التوالي جلسات الحوار الوطني، حيث انتهى الفرقاء برعاية الرباعي الراعي إلى الإتفاق حول قائمة الخبراء المكلفين بإسناد المسار التأسيسي والتي تتكون من: (عياض بن عاشور، محمد صالح بن عيسى، محمد القاسمي، حفيظة شقير، وعبد القادر المهيري)..وسيتم غدا عرض هذه الأسماء على المجلس التأسيسي للنظر فيها وإيجاد صيغة لإلحاقها بلجنة التوافقات حول الدستور بهدف اسنادها وتسريع نسق عملها.. وكانت الأطراف المشاركة في الحوار قد اتفقت قبل ذلك على تركيبة لجنة المسار الحكومي. وتتكون هذه اللجنة من خمسة أعضاء وهم على التوالي: (الامين العام للتحالف الديمقراطي محمد الحامدي، رئيس الحزب الشعبي التقدمي هشام حسني، و القيادي في حركة النهضة عامر العريض، الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي، والأمين العام لحزب المبادرة كمال مرجان..إضافة إلى ممثل عن الرباعي)..وستنبثق عن هذه اللجنة ثلاث لجان فرعية تمثل "الترويكا" وجبهة الإنقاذ وبقية الأحزاب المشاركة في الحوار.. وستتولى كل لجنة تقديم تصورها للشخصية الوطنية المرشحة لرئاسة الحكومة، على أن تطرح مقترحاتها على لجنة المسار الحكومي في أجل أقصاه اليوم..حتى تتمكن من صياغة تقريرها النهائي الذي ستتم مناقشته في جلسة عامة للحوار الوطني تُعقدُ مساء الغد..تكون مسبوقة بإجتماع لرؤساء الأحزاب. وفي هذا الإطار أكد عضو لجنة المسار الحكومي عامر العريض أن العمل تركز على ضبط المقاييس والمعايير التي يتعين توفرها في شخصية رئيس الحكومة المقبلة مضيفا:" لقد اهتدينا الى تحديد مجموعة من المواصفات سيتم استكمالها في جلسة اليوم. وقال لعريض أن اللجنة شرعت بعد في تلقي مقترحات عدد من الاحزاب المشاركة بشأن مرشحيها لمنصب رئيس الحكومة رافضا الإفصاح عن أسماء الشخصيات المقترحة الواردة على اللجنة. مشيرا إلى أن الاعتماد الزمني للحوار انطلق أمس السبت بعد أن أوفت جميع الاطراف بتعهداتها وبالتوازي مع مسار الحوار الوطني التحق أمس ثلاث من النواب المنسحبين بالمجلس التأسيسي حيث كانت لهم جلسة مع مكتب المجلس وذلك تمهيدا لعودة بقية النواب غدا الإثنين، بعد إمضائهم على وثيقة العودة تنفيذا لما ورد في خارطة الطريق.. كما تقرر خلال جلسة أمس تكليف الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي وعميد المحامين محمد فاضل محفوظ ناطقين رسميين باسم الحوار الوطني.. المؤتمر مستاء في سياق آخر وبعد أن رفض التوقيع على وثيقة المشاركة في الحوار الوطني، تحفظا على بعض النقاط الواردة في خارطة الطريق التي طرحها الرباعي الراعي..ومع الانطلاقة الفعلية لجولات الحوار، أعرب حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في بيان أصدره أمس، عن أسفه لما وصفه بتمسك المنظمات الراعية بإقصائه من الحوار بسبب موقف الحزب المبدئي الرافض للتوقيع المسبق على تفاصيل ورقة عمل الرباعي المعروضة للنقاش، وجاء في البيان أن "موقف حزب المؤتمر لاقى مساندة واسعة من قبل العديد من القوى الوطنية من داخل المجلس التأسيسي وخارجه بالإضافة إلى خبراء القانون الدستوري".. كما أكد على ترحيب الحزب المبدئي بالتقاء الفاعلين السياسيين حول طاولة الحوار، داعيا رعاة الحوار والأطراف المشاركة الى "الحرص على عدم السقوط في تهميش المجلس الوطني التأسيسي أو اعتباره مجرد غرفة لتسجيل توافقات حصلت خارجه ولم يشارك في صياغتها عدد من كتل المجلس ومن النواب المستقلين".. في ظل الصعوبات و العراقيل التي سبقت انطلاق الحوار، ورغم اعراض بعض الأحزاب عن المشاركة فيه.. جاءت الأحداث الإرهابية الأخيرة التي طالت أبناء تونس من الأمنيين لتضع جميع الأطراف أمام الأمر الواقع، وتعجّل بدخول الفرقاء في جوهر الموضوع بعيدا عن سياسة الشدّ والجذب.. وهو ما اعتبره العباسي تناغما في الإتجاه الصحيح بين الأحزاب مثمنا حرصهم الشديد على ربح الوقت والإسراع بإنهاء المرحلة الانتقالية..