لم يشهد معرض الكتاب في نهاية الأسبوع الاقبال المنتظر حيث تواصل العزوف الجماهيري الذي طغى على الدورة الجديدة منذ انطلاقها يوم 25 أكتوبر الماضي . ولئن تزامن موعده هذا العام مع حادثة سيدي علي بن عون وتفجير سوسة والأزمة السياسية التي تعيش على وقعها البلاد فان الاقبال المتواضع قد ترافق مع اجراءات أمنية مشددة واخضاع كل الزوار للتفتيش تحسبا لكل المفاجآت في ظل التهديدات الارهابية لعل أبرز ما ميز الدورة الحالية هو الاقبال الضعيف لتزامن توقيتها مع الأزمات التي تعاني منها البلاد حيث ألقت بظلالها على المعرض بل ان التفجير الذي حصل في سوسة وما تلاه من أحداث زادت من مخاوف عديد المواطنين. وكان لابد أن يؤثر هذا الوضع المشحون على نجاح هذه الدورة وهو ما أكده معز الفورتي «دار محمد علي» بقوله: «انها من أضعف الدورات حيث تزامن انطلاق المعرض مع أحداث سيدي علي بن عون واستشهاد أعوان الحرس الوطني مما جعل أجواء التوتر والحزن تخيم على المعرض دون أن ننسى أزمة الحوار الوطني التي كانت لها انعكاسات سلبية على الدورة الحالية» توقيت غير مناسب لا أحد تحدثنا معه من الناشرين الا وأكد ان كل الظروف لم تكن ملائمة لتنظيم دورة ناجحة فلا التوقيت يسمح ولا الظرف الاقتصادي مناسب ولا أجواء الحداد تساعد لتساهم مختلف العوامل في فشل هذه الدورة على حد تقييم حبيب الزغبي «دار الكتاب» الذي اضاف «في ظل الاعلان عن تأجيل عديد الانشطة الرياضية والثقافية ذهب في اعتقاد الكثيرين انه تم تأجيل المعرض لنتساءل هنا عن غياب الدعاية اللازمة التي لم تكن في مستوى الدورات الماضية مما جعل الاقبال ضعيفا « ومثل ضعف الاقبال خيبة أمل كبيرة للناشرين العرب حيث قال المصري ثامر شكري «دار الوطن» «صراحة لم أكن أتصور هذا الاقبال الضعيف ويبدو ان الازمة السياسية التي تعيشها تونس قد أثرت على الأنشطة الثقافية ومختلف مجالات الحياة « الأكثر مبيعا انتقد الكثير من رواد المعرض الدورة الحالية على خلفية قلة العناوين التي اختلفت في تنوعها وثرائها عن الدورات الماضية حيث عبر عديد الزوارعن عدم عثورهم على ظالتهم في غياب العناوين التي كانوا ينوون اقتناءها. ومن جهة أخرى يبدو ان الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ أسابيع أثرت على نوعية الكتب الأكثر مبيعا وفقا لما أكده لنا عديد العارضين فقد كشف العارض حبيب الزغبي ان الاقبال كان لافتا على كتب التحليل النفسي وكل ما يتعلق بالتخلص من الضغوطات والاكتئاب وكيفية تجاوز الأزمات النفسية بما يعكس تأثير الوضع المتوتر والمشحون على نفسية التونسي على حد تعبيره. وقال معز الفورتي «ان كتاب يوسف الصديق الأكثر مبيعا الى جانب بعض الكتب التاريخية» بينما أكد المصري ثامر شكري اقبال التونسي على كتب «الزواج» وبعض الكتب الدينية وبذلك تكون كتب التحليل النفسي الأكثر مبيعا على خلاف الدورات الماضية التي سجلت فيها كتب الطبخ والأبراج رقما قياسيا تهديد بالمقاطعة هدد عديد الناشرين العرب بمقاطعة الدورات القادمة اذا لم تراجع وزارة الثقافة النظر في موعد المعرض ليكون كما كان في الدورات السابقة في شهر أفريل من كل سنة وتخفيض سعر كراء الأجنحة ليكون في حدود 70 دولارا للمتر الواحد باعتبار ترفيعه في دورة هذا العام الى 100 دولار للمتر الواحد مع فتح باب المشاركة للناشرين فقط وهي خطوات ضرورية لاستعادة المعرض اشعاعه من جديد على حد تعبيرهم وفي هذا الاطار قال الناشر المصري رفيق عبد الرازق صاحب مؤسسة «أطفالنا السعيدة» «أشارك في المعرض منذ 2006 لكني لم أصادف دورة أسوأ من الدورة الحالية في كل شيء في التنظيم وسوء ادارة المعرض وتوقيته الذي يتزامن مع معارض دولية أخرى مثل الجزائر والشارقة.. أنا كناشر أدفع «دم قلبي» في الجمارك والكراء والكثير من المصاريف لأتسلم جناح غير مجهز بأدنى الضروريات بسعر 100 دولار للمتر الواحد في وقت لا يدفع التونسي سوى 100 دينار للمتر.. أؤكد ان الكثير من الناشرين العرب عبروا عن استيائهم من كل ذلك وهددوا بمقاطعة الدورات القادمة اذا لم تراجع الاطراف المسؤولة هذه المسائل مع غلق باب المشاركة أمام التجار والموزعين» دورة للنسيان اتفق الجميع على انه لابد ان تكون الدورة الحالية للنسيان مع استيعاب الدروس من أسباب عدم تحقيقها للمأمول والمنتظر منها وهو ما يحتم بكل تأكيد على وزارة الثقافة مراجعة عديد المسائل خاصة مع الانتقادات التي وجهت لتوقيته وسوء ادارته وطرق تنظيمه بما يمكن المعرض من استعادة اشعاعه