قرطاج (وات) - انطلقت مساء امس الاثنين المحادثات التونسية الفرنسية بلقاء القمة بين الرئيسين زين العابدين بن علي ونيكولا ساركوزي الذي سادته مشاعر المودة العميقة والتقدير المتبادل والذي مكن من استعراض علاقات الصداقة العريقة والمتميزة ومسيرة التعاون المثمر بين تونسوفرنسا وافاق مزيد دعمها وتنويعها الى جانب القضايا الاقليمية والدولية الراهنة. وأفاد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين زين العابدين بن علي ونيكولا ساركوزي أكدا لدى تطرقهما الى العلاقات الثنائية العريقة والتاريخية بين البلدين الارادة التي تحدوهما لقيام شراكة استراتيجية من أجل المصالح المتبادلة مثمنين في هذا الصدد تجديد الاتفاق الاطاري للشراكة الاقتصادية والمالية الذي يغطي الفترة 2011/2008 بما يحفز الجانب الفرنسي على الاسهام فى المشاريع الكبرى للمخطط الحادي عشر في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة والنقل والصحة والطاقة علاوة على التعاون الثقافي والفني. وثمن الرئيس زين العابدين بن علي اهتمام الجانب الفرنسي بالمناخ الاستثماري المتوفر بتونس والملائم لتنمية الاعمال والشراكة وتوسيعها. كما ابرز النقلة النوعية للتعاون الثنائي الذي سيشمل مجال الاستعمالات السلمية للطاقة النووية والشراكة الاقتصادية والمالية اضافة الى التنمية المتضامنة والهجرة. وعلى ضوء فوز شركة (الستوم) الفرنسية بالصفقة المتعلقة بانجاز مشروع المولد الكهربائي بغنوش واقبال بعض الشركات الفرنسية على تركيز وحدات انتاج مكونات وهياكل السيارات وقطع الطائرات بتونس سجل الرئيسان بارتياح الحركية التي يشهدها التعاون الصناعي بين البلدين مؤكدين على دور القطاع الخاص في الاسهام في دفع التعاون التونسي الفرنسي وتحقيق أهدافه في اطار المصلحة المشتركة. كما استأثر مشروع الاتحاد من أجل المتوسط بحيز هام من هذه المحادثات حيث أكد الرئيسان الارادة التي تحدو البلدين للعمل سويا من أجل انطلاق هذا المشروع في أحسن الظروف والحرص على أن يكون انجازا تتكامل أهدافه من أجل شراكة أورومتوسطية فاعلة وتفعيل مسار برشلونة وقيام تنمية متضامنة ومستديمة ودعم عوامل التعاون والامن والاستقرار والسلم بالمنطقة. واعرب الرئيسان عن ارتياحهما لاعتماد المجلس الاوروبي لهذا المشروع بما يكرس المتوسط صلب المشاغل والاهتمامات الاوروبية مبرزين في هذا الخصوص أهمية المراحل القادمة لانبعاث هياكل هذا الاتحاد ومؤسساته. وأعرب الرئيس زين العابدين بن علي عن أمله في أن يكون اعلان قمة باريس للاتحاد في جويلية المقبل متضمنا لرسالة سياسية قوية ويترجم عن الامال والتطلعات الكبيرة في قيام شراكة متميزة وتنمية متضامنة يساهم في تأمين عوامل التقدم والتطور لبلدان جنوب المتوسط مع احترام خصائصها الحضارية والثقافية والاجتماعية. وتناولت المحادثات من جهة أخرى العلاقات بين تونس والاتحاد الاوروبي. وجدد الرئيس زين العابدين بن علي الاهمية التي يوليها لتطور هذه العلاقات خاصة بعد قيام منطقة للتبادل الحر بين تونس والاتحاد الاوروبي منذ بداية هذه السنة مؤكدا ضرورة تصنيف تونس كشريك متميز باعتبارها البلد الاول من جنوب المتوسط الذي يندرج ضمن هذا الفضاء. كما أعرب عن أمله في أن تلقى تونس المساندة الفاعلة من قبل فرنسا خلال رئاستها للاتحاد بداية من جويلية المقبل. وجدد الرئيس زين العابدين بن علي بهذه المناسبة تعلق تونس باتحاد المغرب العربي كمكسب أساسي وخيار استراتيجي في خدمة تطلعات شعوب المنطقة وأهدافها. وتطرق الرئيسان على صعيد اخر الى القضايا الاقليمية والدولية الراهنة وبالخصوص المستجدات في منطقة الشرق الاوسط وسبل تجنيب المنطقة الاخطار التي تهددها وضرورة ايجاد تسوية عادلة وشاملة لقضاياها ولاسيما القضية الفلسطينية. وتم في هذا الاطار التطرق الى الاوضاع الخطيرة القائمة بالاراضي الفلسطينية والوضع في لبنان والعراق. وتبادل الرئيسان الاراء ووجهات النظر بشأن مختلف هذه القضايا مؤكدين على أهمية مواصلة التشاور ودعم الجهود الاقليمية والدولية في اطار الشرعية الدولية لتسوية مختلف الازمات والنزاعات بهذه المنطقة بما يعزز عوامل الامن والاستقرار والسلام في العالم. توقيع ثلاث اتفاقيات للتعاون انتظم مساء أمس الاثنين موكب باشراف الرئيسين زين العابدين بن علي ونيكولا ساركوزي تم أثناءه التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون في مجالات الهجرة والتنمية المتضامنة والشراكة الاقتصادية والمالية والطاقة النووية المدنية. وفي هذا الاطار تولى وزير الشؤون الخارجية والوزير الفرنسي للهجرة والتنمية المتضامنة التوقيع على الاتفاق الاطاري حول التصرف التشاوري في الهجرة والتنمية المتضامنة بين تونسوفرنسا وعلى بروتوكوليه الاضافيين. ويتضمن هذا الاتفاق المبادئ الاساسية للتعاون التونسي الفرنسي في هذا المجال الاجتماعي بما يكرس المقاربة الشاملة التي اعتمدتها تونس لمعالجة موضوع الهجرة وذلك لتحقيق توازن بين مسائل تنقل الاشخاص ومكافحة الهجرة غير الشرعية من ناحية والتنمية المشتركة من ناحية أخرى. كما تم التوقيع من قبل وزير الشؤون الخارجية وكاتبة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية على اتفاق اطاري للشراكة الاقتصادية والمالية بين تونسوفرنسا يهدف الى مساندة تأهيل الاقتصاد التونسي لمزيد دعم قدرته التنافسية ودعم الاستثمار بتونس والتعاون في الميدان العلمي والتكنولوجي وتشجيع المبادلات. وتولى وزير الشؤون الخارجية وسفير فرنسا التوقيع كذلك على اتفاق تعاون بين تونسوفرنسا بشأن تطوير الاستعمالات السلمية للطاقة النووية والذي يهدف الى دعم التعاون الثنائي في هذا الميدان وفي المجالات ذات العلاقة بالتكوين وتبادل المعلومات والخبرات والقيام بأبحاث مشتركة وذلك طبقا للقوانين سارية المفعول في البلدين ولالتزاماتهما الدولية في هذا الشأن.