وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاثنين الى تونس وهي واحدة من أقرب حلفاء فرنسا بهدف التوقيع على اتفاقات خاصة بالتجارة والطاقة ولبحث موضوعي الارهاب والهجرة غير الشرعية. ومن المُرجح أن تؤدي زيارته الرسمية التي تستمر ثلاثة أيام لتونس الى إغضاب نشطاء حقوق الانسان في تونس والخارج الذين يريدون أن تمارس فرنسا مزيدا من الضغط على الحكومة من أجل تحسين سجلها الخاص بحقوق الانسان. وتونس أكثر دولة قريبة من النهج الغربي في منطقة المغرب العربي ولكن جماعات حقوق الانسان تتهم الحكومة على الدوام بقمع الصحافة وضرب وحبس خصومها. وتنفي تونس هذه الاتهامات. وزيارة ساركوزي هي الأحدث ضمن سلسلة من الرحلات الى شمال أفريقيا التي أبرم خلالها صفقات بمليارات الدولارات بين الشركات الفرنسية وكل من المغرب وليبيا والجزائر. ويعتزم ساركوزي زيادة المعونة لتونس. وقال ساركوزي في مقابلة مع صحيفة لو توم التونسية الصادرة بالفرنسية "تؤكد الاتفاقات التي يجري توقيعها والاتفاقات المالية الخاصة بالمعونة التي ستمنح لتونس على تصميم فرنسا على المساعدة في تنمية البلاد وتطورها." وسيعقد ساركوزي الذي ترافقه زوجته كارلا بروني وسبعة وزراء محادثات مع نظيره التونسي زين العابدين بن علي قبل أن يشرف الزعيمان على التوقيع على اتفاق اطار بشأن التعاون النووي المدني مساء يوم الاثنين. وتوصلت فرنسا لاتفاقات مماثلة مع الجزائر وليبيا والمغرب ركزت على تدريب المهندسين النوويين. وتأمل فرنسا في أن تتوصل شركة ايرباص الى اتفاق على بيع نحو 20 طائرة الى شركة تونس اير. وشركة ايرباص مملوكة لمجموعة (اي.ايه.دي.اس). وقال مسؤولون ان من المتوقع أن تفوز شركة ألستوم باتفاق قيمته 300 مليون يورو من أجل تجهيز محطة طاقة تونسية بالمعدات. وأضافوا أن وكالة التنمية الفرنسية التي تشرف على المعونة في مجال التنمية ستوقع سبعة اتفاقات تمنح الحكومة التونسية ما مجمله 140 مليون يورو من القروض الميسرة من أجل تمويل قطاعات الطاقة والتنمية الريفية والحضرية. وتعتزم باريس وتونس أيضا إبرام اتفاقات للتعاون بشأن الهجرة. ويعيش نحو 600 ألف مغترب تونسي في فرنسا التي هي أكبر مستثمر في تونس. وبلغ حجم التبادل التجاري سبعة ملايين يورو في عام 2007. وقال ساركوزي في المقابلة مع لوتوم "الهجرات الشرعية هي محرك علاقاتنا. يتعين تسهيلها.. وسويا سنحارب الهجرة غير الشرعية." وكثير من المهاجرين غير الشرعيين يأتون من أفريقيا جنوب الصحراء املين في بدء حياة جديدة في أوروبا. وتتهم جماعات دعم المهاجرين الاتحاد الاوروبي بالضغط على دول المغرب العربي من أجل طرد هؤلاء المهاجرين مع عدم تقديم المعونة الموعودة لمساعدتهم على العثور على وسائل معيشة بديلة. كما يعتزم ساركوزي وبن علي تكثيف التعاون في مجال محاربة الارهاب وبحث وحدة دول المتوسط في المستقبل. وهذا واحد من المشاريع الدبلوماسية المفضلة عند ساركوزي. ويعتزم مشروع الوحدة تعزيز التعاون بين جانبي المتوسط بما في ذلك تركيا واسرائيل. ورشحت تونس لاستضافة مكاتب الوحدة في المستقبل وهو ما أثار استياء نشطاء حقوق الانسان. وقال المعارض التونسي منصف المرزوقي من منفاه في باريس "ان النظام التونسي سيستخدم هذه الزيارة كمؤشر على الدعم. ونأمل ألا يسقط ساركوزي في ذلك الفخ ويبدأ في كيل المديح.. سيكون هذا شيئا سيئا للديمقراطيين وخصومهم." من الامين الغانمي