تونس الصباح : اسفرت زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الى تونس والمحادثات التي اجراها والوفد المرافق له مع الرئيس زين العابدين بن علي وثلة من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصادييين التونسيين عن التوقيع على عدة اتفاقيات تهم الشراكة الاقتصادية بين البلدين الى جانب عناصر جديدة تهم ملفات الهجرة وتطوير العلاقات السياسية والامنية بين تونس وباريس عموما وبين رأس هرم السلطة بالبلدين خاصة. ولئن قدمت قمة بن علي/ ساركوزي دعما قويا لمشروع عقد القمة التاسيسية للاتحاد الأوروبي المبرمجة في باريس في ال13 من جويلية القادم فان من ابرز تلك الاتفاقيات المبرمة تلك التي تهم شراء تونس 13 ايرباص بينها 10 طائرات ايرباص 320 و3 ايرباص 350 مع اتفاق على مبدا شراء 3 طائرات ايرباص اخرى (2 من صنف 320 وواحدة من صنف 350).. وقدر المبلغ الاجمالي لهذه الصفقة التجارية المهمة بمليار أورو سيرصد لتجديد اسطول شركة تونس الجوية. وفي قطاع الطاقة النووية اسفرت الزيارة عن اسناد عقد انشاء اول مؤسسة نووية سلمية للشركة الفرنسية "ألستوم" التي كانت في سباق حول نفس المشروع مع مؤسسة سيمانس الالمانية. وتم الاتفاق بين الجانبين التونسي والفرنسي على انشاء مركزية في منطقة غنوش بولاية قابس بقيمة 360 مليون اورو ستكون قوتها 400 ميغاوات وهو ما سيوفر حاجيات الجنوبالتونسي من الكهرباء والطاقة. 9 آلاف فرصة عمل جديدة في فرنسا ومن بين العناصرالجديدة في زيارة ساركوزي واعضاده ابرام اتفاق ثنائي جديد في مجال الهجرة القانونية والشؤون القنصلية.. وهذا الاتفاق يمنح التونسيين فرصا اكبر للحصول على تاشيرات سفر طويلة المدى نحو فضاء شينغن وللحصول على شغل في فرنسا اذا توفرت مجموعة من الشروط. وتوقع واضعو الاتفاق أن يتمكن ما لا يقل عن 9 الاف تونسي وتونسية من السفر الى فرنسا ضمن تيار الهجرة القانونية للعمل في واحد من بين 77 مهنة ووظيفة تشكو شغورا نسبيا في فرنسا.. من بينها بالخصوص قطاعات السياحة والبناء والمطاعم. إعادة المتسللين الى مواطنهم كما تضمن الاتفاق التزاما فرنسيا بدعم برامج التنمية في الجهات التي تصدر المهاجرين نحو أوروبا.. عبر استثمارات جديدة بها تساهم في احداث ديناميكية اقتصادية واجتماعية وطنية تغني الشباب عن التفكير في الهجرة الى الخارج. كما فتح الاتفاق الباب لاول مرة امام تنسيق أمني وقنصلي رسمي أكبر بين البلدين لمكافحة الهجرة غير القانونية وارجاع المتسللين الى مواطنهم "في سياق الاحترام الكامل لحقوقهم الاساسية وكرامتهم البشرية". الطاقة النووية وبالنسبة للطاقة النووية تكشف قراءة الوثائق الموقعة بين الحكومتين أن توظيفها سيشمل قطاعات عديدة من بينها: تحلية المياه والعلاج والبحث العلمي والبحوث والتجارب الزراعية واستكشاف طاقات الاورانيوم والطاقات المماثلة مع توظيف ثروة تونس من الفسفاط والاسمدة الكيمياوية والفضلات والاعلام والدراسات.. ومن المقرر ان يتواصل برنامج التعاون هذا في المجال النووي السلمي حوالي 20 عاما.. بعد ضمان تزكيته من قبل مؤسستي الطاقة الذرية الأوروبية والدولية.. على غرار الاتفاقيات التي ابرمتها فرنسا مؤخرا مع كل من ليبيا والجزائر والمغرب. وستتمثل الشراكة في توفير المؤسسة الفرنسية تجهيزات متطورة وفي تنظيم برامج تكوين وتدريب ورسكلة وابحاث معمقة مشتركة وتجارب مختصة.. منطقة التبادل الحر وأسفرت الاتفاقيات الثنائية المبرمة على تعهد فرنسي بدعم القطاعين الخاص والعام في تونس على التاهيل لمرحلة ما بعد انخراط تونس في منطقة التبادل الحر الاورومتوسطية.. ودعم الاقتصاد التونسي الذي رفع قبل غيره الحواجز والعراقيل القمرقية تجسيما لاتفاقية برشلونة التي كانت تونس أول بلد من جنوب المتوسط صادق عليها قبل 13 عاما. 3 طائرات ومائة صحفي لكن النتائج السياسية للقمة التونسية الفرنسية لا تقل أهمية عن نتائجها الاقتصادية الرسمية.. لان المحادثات شارك فيها نحو 120 من مسؤولي قطاع المال والاعمال في فرنسا ونظراؤهم التونسيون بحضور قيادة الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة ورئيسه السيد الهادي الجيلاني.. كما حضر ساركوزي ملتقى رجال الاعمال امس في فندق كارتاغو بقمرت.. وسيلتقي اليوم طلبة مؤسسة «الإنسات» حيث سيلقي كلمة امامهم في احد المدارج.. وقد كشفت كلمات الرئيس الفرنسي واعضاده خلال الزيارة عن درجة متقدمة جدا من الوفاق السياسي بين قيادتي البلدين عموما وبين الرئيسين بن علي وساركوزي خاصة.. وخلافا لبعض التقديرات فقد قدم الرئيس الفرنسي دعما سياسيا كبيرا لتونس ورموزها ومؤسساتها الرسمية.. ففند توقعات ضخمت ما وصف ب"الخلافات حول بعض الملفات السياسية والحقوقية".. وهو ما يؤكد مرة أخرى أن تقاطع المصالح بين الحكومات والدول يقدم على الاعتبارات الاخرى.. وقد ساعد في تحقيق النتائج السياسية والاقتصادية للزيارة مشاركة وفود فرنسية قدمت الى تونس في طائرات.. كان بينهم نحو مائة صحفي فضلا عن شخصيات تمثل المجتمع المدني الفرنسي والجامعات الفرنسية.