لم يكن توقيع اتفاق بين الاتحاد العام التونسي للشغل وإدارة شركة "أورونج تونس" بالاستثنائي، بالقدر الذي كان توقيت توقيعه استثنائيا. ففي الوقت الذي تجتمع فيه النقابة العامة للتعليم الثانوي بالاتحاد العام التونسي للشغل بوفد من وزارة التربية للوصول لاتفاق حول زيادة الأجور للأساتذة، تم توقيع هذه الاتفاقية بين المنظمة الشغيلة التي تدافع عن طبقة الشغالين ومؤسسة من القطاع الخاص، وببنود اتفاق تساعد على زيادة الأجور للشغالين بهذه الشركة. بنود الاتفاق كانت جد محترمة بالمقارنة مع الزيادة في الأجور في القطاع الخاص السنة الفارطة والتي بلغت في أقصى حالات 7 في المائة، لتكون محصورة في الاتفاق الذي وقع امضاؤه اليوم (أمس) بين 7 في المائة و14 في المائة، إضافة لادماج 25 من أعوان المناولة الذين يشتغلون بالشركة خلال هذه السنة. ولعل مثل هذه الاتفاقات تعتبر نتاجا ل"سلسلة من الاجتماعات التي اتصفت بالسهولة والصعوبة في بعض الأحيان بين إدارة أورونج والجهات النقابية والتي دامت 4 أشهر" مثل ما قال الكاتب العام للجامعة العامة للبريد والاتصالات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، والذي أضاف أن "الحوار هو الذي ساهم في تجاوز هذه الصعوبات وفق منهجية تفاوض ركزت على معادلة ربح-ربح(gagnant-gagnat)". كلام جاء بعد تدخل الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن القطاع الخاص بلقاسم العياري الذي أضاف أن "هذا الاتفاق يقوي الحوار الاجتماعي القائم مع بقية الأطراف الاجتماعية الأخرى" وهو ما يسمح ب"دعم مواقع الإنتاج" و"دعم المناخ الاجتماعي في أورونج تونس"، مضيفا أن هذا الاتفاق يشمل 1200 عامل في الشركة. وقال الأمين العام المساعد أن هذه الزيادة تأتي في وقت تعرف فيه البلاد غلاء للمعيشة أثّر سلبا على القدرة الاستهلاكية للشغالين، مضيفا أن سوق الاتصالات في تونس أصبحت سوقا صعبة. وقد أشرف على توقيع هذه الإتفاقيّة المدير العام لأورنج تونس ديديه شارفيه و العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والمسؤول عن القطاع الخاصّ بلقاسم العيّاري ومدير الموارد البشرية بأورنج تونس سليم جعيدان والكاتب العام للجامعة العامة للبريد والإتصالات المنجي بن مبارك والكاتب العام للنقابة الأساسية لشركة أورنج تونس فراس عبد المجيد. من جهته، اعتبر المدير العام لأورونج "ديديه شارفيه" في مداخلته نجاح المفاوضات والوصول إلى هذا الاتفاق "فخرا" للشركة وحصيلة الحوار والتفاوض القائم على التفاهم المتبادل بين الطرفين النقابي وإدارة أورونج تونس. ويذكر أن شركة أورنج تونس قد انخرطت في هذه الديناميكية الإجتماعية منذ سنة 2013 من خلال إدماج أعوان المناولة وإحداث مواطن شغل جديدة. ورغم أنّ شركة أورنج تونس تعدّ المشغل الثالث في سوق الإتصالات في تونس، ورغم أنها لاتزال في مرحلة استثمار لتعزيز تغطية شبكتها، إلاّ أنّه بفضل الجهود الجماعيّة لكافة العاملين فيها تمكّنت الشركة من المضي بثبات نحو تحقيق أهدافها وتطوير آليات العمل لديها وذلك بهدف توفير أفضل الخدمات لفائدة حرفائها.