اعتبر وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، ياسين إبراهيم، في تصريح اليوم الجمعة لمراسل "وات"، أن ولاية سليانة "تعاني من العزلة عن محيطها نظرا لضعف بنيتها الأساسية"، وهو ما يدعو إلى اعتماد مبدأ "التمييز الإيجابي لفائدتها، وإلى وضع مخطط واضح لتحفيز الاستثمار بها". وقال ابراهيم بمناسبة إشرافه على أشغال الدورة الاستثنائية للنيابة الخصوصية للمجلس الجهوي التي خصصت لبحث الإشكالياتالتي تواجه التنمية بالجهة، وضبط أولوياتها التنموية على المديين العاجل والآجل، إن زيارته إلى الجهة تهدف من خلال الحوار مع الإطارات الجهوية والمواطنين إلى ضبط رؤية تنموية لمدة خمس سنوات تريدها الحكومة أن تكون نابعة من الجهات. وشدد الوزير في هذا الصدد على ضرورة التنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالتنمية الجهوية من أجل تذليل الصعوباتوالعراقيل التي تواجه إنجاز المشاريع المبرمجة بالجهة، حتى يمكن الإسراع في مواصلة تنفيذ المشاريع المعطلة، مبرزا دور هياكل المجتمع المدني والمواطنين في معاضدة جهود السلطات العمومية. ودعا الإدارات الجهوية تحت إشراف الولاية بضبط أولويات التنمية وتقديم برامج مجدية إلى الحكومة في إطار تفعيل برامجها للمائة يوم من انتصابها. وقد طالب المشاركون في اجتماع المجلس الجهوي بتذليل العراقيل التي تعترض مسيرة التنمية الجهوية وتعوق نسق تقدم المشاريع العمومية المبرمجة للجهة، والمتمثلة في 616 مشروعا باستثمارات جملية قدرها 559 مليون دينار. وشددوا على ضرورة إيجاد الحلول للمشاكل العقارية التي تصطدم بها المشاريع، وخاصة في مجال البنية الأساسية للطرقات،مطالبين بالتدخل العاجل من قبل الدولة لمعالجة معضلة البطالة وتوفير الشغل وخاصة للشبان من حاملي الشهادات العليا. كما أعربوا عن تذمرهم من رداءة الخدمات المقدمة في القطاع الصحي ونقص الكفاءات البشرية في جميع القطاعات. وبعد أن أبرزوا الإمكانيات الطبيعية والبيئية والسياحية ومختلف الموارد التي تزخر بها الجهة في المجالات الفلاحية والصناعية والتراثية، ركزوا على أهمية ربط ولاية سليانة بمحيطها لكونها محاطة بسبع ولايات. كما تم التأكيد على ضرورة ربط مدينة سليانة بشبكة السكك الحديدية على مسافة 15 كلم انطلاقا من قرية لخوات التابعة لمعتمدية قعفور، ومضاعفة الطريق الوطنية رقم 4 بين سليانة والفحص على مسافة 65 كلم والمرصود لها اعتمادات بقيمة 160 مليون دينار عن طريق البنك العالمي. وأبرز المتدخلون أيضا أهمية ربط ولاية سليانة بالغاز الطبيعي، وإحداث معهد عال لتقنيات الطب، ومعهد عال للبيوجيولوجيا،ومدرسة وطنية للمهندسين، إضافة إلى توفير الاختصاصات الطبية التي تفتقر إليها الجهة، مع تعهد شبكة الطرقات المحلية والمسالك الفلاحية والإسراع في إنجاز برنامج السكن الاجتماعي. يذكر أن ياسين ابراهيم قد اطلع بمناسبة زيارته إلى الجهة على سير بعض المشاريع الصناعية، منها مؤسسة "تونس تريكو" (TUNI TRICOT) ذات رأس المال الإيطالي التي تشغل 310 عاملات، وتقدر استثماراتها بنحو 3 ملايين دينار. كما زار المجمع الصناعي الألماني لكوابل السيارات دراكسلماير" الذي يوفر حوالي 3200 موطن شغل ويبلغ حجم استثماراته أكثرمن 30 مليون دينار. وعاين الوزير من ناحية أخرى بمعتمدية برقو أشغال تهيئة وتعبيد المسالك الريفية المدرجة ضمن الجهود الرامية إلى فك عزلة مئات العائلات، مختتما زيارته بالاطلاع على نشاط ديوان تنمية الشمال الغربي ومشاغل إطاراته. يشار إلى أن هذه المؤسسة يغطي نشاطها ولايات الشمال الغربي الأربع، وتتمثل مهمتها في إعداد المخططات والتصورات بالتعاونمع المجالس الجهوية إضافة إلى جمع وتحليل المعطيات ذات الصلة بالتنمية الجهوية والنهوض بالاستثمار الخاص من خلال إعدادالدراسات للمشاريع الخاصة ومساعدة المستثمرين وتوجيههم وكذلك إعداد الدراسات القطاعية الجهوية بكل ولاية.(وات)